وضعت 33 سعودية من المنطقة الشرقية أقدامهن على أولى عتبات العمل في الفنادق محاولات وكسرن الاحتكار الرجالي لكافة المهن الفندقية بما فيها المهن المرتبطة بالنساء خارج الفنادق, حيث انضمت تلك الفتيات لبرنامج تدريبي ينظمه حاليا وعلى مدار شهرين صندوق الأميرة نوف بنت محمد بن فهد آل سعود لدعم المرأة العاملة، وتتدرب فيه الفتاة على فنون الطهي تحت إشراف طاقم تدريبي نسائي محترف من الخارج. وتسرد منسقة الصندوق رجاء الشهري تفاصيل تجربة أول طاقم نسائي يجهز للعمل في قطاع الفنادق قائلة: «تعاونا مع جهة عمل تعتبر نموذجا أتمنى أن تحذو شركات القطاع الخاص حذوها وقدمت لنا مكان للتدريب في مقر مصنع المجموعة للحلويات وتتدرب فيه الفتاة على فنون الطهي على أطعمة معينة كالحلويات والمجمدات والمقليات والمقبلات لمدة شهرين بمعدل ست ساعات يوميا، تحت إشراف فريق نسائي محترف تم الاستعانة به من معهد الحكير الفندقي لاختيار الجودة في التدريب». وعن آلية التدريب تشير الشهري إلى أن عملية التدريب بدأت الأسبوع الماضي ل33 فتاة تتراوح أعمارهن بين 18-35 عاما، وتمت تهيئة الأرضية الملائمة لتدريب الفتيات عبر قسم نسائي خاص في المطبخ التابع للمصنع لتعويدهن على بيئة العمل التي تعتبر مشابهة لمطابخ الفنادق، حيث تتعلم فيه الفتاة أساسيات الطهي والتقديم والنواحي الصحية من حيث اللبس واشتراطات السلامة والنظافة وتهيئة المكان قبل وبعد عملية الطهي، مشيرة إلى أنه يتم تعليمهن خلال مدة التدريب على الأنواع التي ينتجها المصنع، وبعد ذلك توقع المتدربة مباشرة عقدا مع المصنع وتصبح موظفة رسمية لديهم بنظام الورديات بمعدل ثماني ساعات يوميا». وعن مدى حماس الفتيات السعوديات وقبولهن المهن الفندقية قالت «لمسنا من الفتيات حماسا منقطع النظير وقمنا بعمل مقابلات لعدد كبير منهن, ولضمان استمرارية الفتيات تم إطلاعهن على خطة التدريب كاملة»، مشيرة إلى إمكانية ترقيتهن في مكان العمل بسرعة حال اجتهادهن: «قد تكون الفتاة منتجة ثم قائدة فريق إنتاج وبعد ذلك مشرفة على فرق الإنتاج. لافتة إلى أن هذه الدفعة من الفتيات تعد الأولى وتعقبها دفعتان بهدف الوصول إلى فريق نسائي مكون من 100 عاملة في المصنع خلال عام. وعن العمل النسائي في الفنادق أبانت الشهري أن طرح فكرة العمل في الفنادق تمت منذ العام الماضي: «وجدنا أن الأمر يحتاج إلى هيكلة معينة؛ فتجربة الرياض في إطلاق فندق نسائي كانت ناجحة بيد أن توجهنا الحالي ليس لإطلاق فنادق نسائية، بل في تهيئة بيئة عمل نسائية تحفظ خصوصية المرأة السعودية لا تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية، مؤكدة وجود أفكار وآليات عمل لزيادة المشاركة النسائية في عملية التوظيف. وتؤكد الشهري أن هناك طرقا جديدة ومتنوعة لزيادة فرص التوظيف للفتيات بجانب الفندقة والضيافة والطهي وغيرها. وعن الميزات التي يقدمها الصندوق للمستفيدات تقول: «كان لنا الشراكة في اختيار أفراد العمل للفتيات السعوديات وتوفير مميزات خاصة لهن سواء من ناحية المواصلات والسكن, علاوة على أن الرواتب المخصصة لهن لا تختلف عن الرواتب الرجالية», وأشارت إلى أن من أكثر المعوقات التي تواجه الفتيات السعوديات هي مخصصاتها من الرواتب الشهرية التي غالبا ما تكون أقل من مخصصات الموظف الرجل, إلى جانب المواصلات والسكن وهي من الهموم التي يوليها الصندوق اهتماما كبيرا ويسعى لتذليها. وأشارت إلى أن تدريب الفتيات تحول بعضهن من فتاة محتاجة إلى مستقلة ذاتيا واجتماعيا وماليا, وعن مؤهلاتهن العلمية تشير رجاء إلى أنها تتراوح بين ثانوية وجامعية, وأن 88 % من المستفيدات بشكل عام خريجات الثانوية العامة يملكن حيوية الشباب وطاقة هائلة، مؤكدة أنها فئة يملؤها الحماس والنشاط وقابلة للقياس. وعن مدى تقبل المجتمع لهذه النوعية من الوظائف «الأسرة السعودية لا مانع لديها من عمل الفتاة بيد أن السؤال الذي يطرح أين تعمل؟ وما ظروف العمل ومدى توفر المواصلات التي تعد الهم الأول للفتاة السعودية وعدم التعرض لها كامرأة وتوفر بيئة ملائمة وصحية للعمل لن يكون هناك ما يمنع عملها». وعن آلية متابعة المستفيدات من الصندوق تؤكد الشهري أن نظام المتابعة يستمر لمدة ثلاثة أعوام بمعدل متابعة شهرية وبمجرد إيداع زيادة الراتب للموظفة وتصل تقارير من جهة العمل عن وضعها الوظيفي إذا كان تقييمها عاليا تدرج ضمن نظام مكافآت يشمل برامج تدريبية تطويرية وزيادات مالية تصل إلى 75 % إذا كان تقييمها أقل من ممتاز، تكون البداية بمعرفة الأسباب إذا كانت شخصية أو من التدريب أو من جهة العمل»، بعض جهات العمل عقيمة نحاول أن نتعاون مع الجهة أو يتم تحويل المستفيدة إلى جهة أخرى». وأوضحت أن نسبة تسرب المستفيدات تصل إلى 2.5 % وعدد المستفيدات الموجودات الذي يصل إلى 700 مستفيدة حاليا». مؤكدة أن نتائج الصندوق بدأت تظهر من حيث حب العمل علاوة على عدم قطع إعانة جمعية البر عليهن، وهي كانت أحد أبرز الحوافز التي ساهمت في تقدمهن في مسارات العمل منذ الانطلاقة للصندوق في فبراير 2009 «لمسنا خلال العام اهتماما وتجمعا نحو الأهداف سيكون هذا المشروع بنهايته واضحا للعيان بنتائج مبشرة» .