بالإرادة يمكنك أن تعبر المستحيل.. هذه كانت كلمات عدد من الحجاج من ذوي الإعاقات والحاجات الخاصة الذين وصلوا إلى المملكة لأداء الركن الخامس من بين أكثر من مليوني حاج يتوقع أن يؤدوا الفريضة هذا العام؛ حيث لم تقف الإعاقة ولا المرض ولا التقدم في السن عائقا أمامهم لأداء مناسكهم بل يجدون كل التقدير والترحاب والتسهيلات ليؤدوا مناسكهم في يسر وطمأنينة، وفد وفرت لهم الجهات المختصة ومن ذلك توفير العربات أو الكراسي المتحركة الخاصة بهم، ليس هذا فحسب بل حتى وفرت من يدفعون تلك الكراسي. نور الرحمن «70 عاما - بنجالي» جاء إلى الأراضي المقدسة على كرسي متحرك لأداء المناسك للمرة الأولى في حياته بعد أن أمضى سنوات طويلة وهو يستعد لهذه الرحلة المفصلية في حياته كما يقول: «تعرضت للإعاقة إثر حادث سقوط في بلادي قبل نحو 40 عاما ونظرا لرغبتي في أداء الحج فقد اضطررت إلى مشاركة أخي الأصغر في العمل في مزرعته الخاصة رغم إعاقتي من أجل جمع المال الكافي لهذه الرحلة، وهذا ما تحقق بعد مرور 30 عاما». تحكم في الإعاقة وأضاف أن الإعاقة قد تكون نهاية صاحبها إذا استسلم لها: «إذا كانت لديك إرادة فما عليك إلا الصبر وبهذا تتغلب على الصعوبات، فلا أظن أن الإعاقة ستمنعني من أداء الركن الخامس وكما ترى فأنا هنا الآن وسط كل تلك الحشود أؤدي مناسكي مثلهم تماما.. نعم قد يكون جهدي زائدا إلا إنني أسأل الله أن يتقبله خالصا لوجهه». وختم نور حديثه قائلا إنه ومع سنه المتقدمة إلا أنه تحكم في إعاقته وليس العكس. أما الحاجة مريم «84 عاما» فلم تصدق نفسها وهي ترى بيت الله الحرام في زيارتها الأولى للأراضي المقدسة بعد أن ظنت أن الأمر سيكون مستحيلا مع إعاقتها الجسدية، لكن مع رغبتها الشديدة فإن المستحيل تحول إلى حقيقة: «كنت أعتقد أنني لن أحج ولكن تحقق حلم العمر هذا العام، حيث سخر الله لي زوج ابنتي ليساعدني بالمال والرفقة أيضا، وسيتولى، من بعد الله، رعايتي بمساعدتي على أداء المناسك رغم المشقة البالغة التي سيتكبدها». من جانبه أكد أستاذ الشريعة بجامعة أم القرى عضو حقوق الإنسان بمكة المكرمة الدكتور محمد السهلي أن أداء الحاج المعوق لمناسك الحج فيه مضاعفة للأجر من الله، فهؤلاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة: «أجرك على قدر نصبك». فكلما زاد تعب الإنسان في طاعة الله زاد أجره. 5 آلاف عربة إلى ذلك قال مدير إدارة العربات بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي محمد الشمراني إن الرئاسة تقدم خدمة العربات لضيوف الرحمن التي يستفيد منها كبار السن من الرجال والنساء وذوي الحاجات الخاصة والمرضى، فهناك العربات المجانية وتطلب من مكتب تسليم العربات بالساحة الشرقية للمسجد الحرام، والمكتب الجديد الذي تم استحداثه في نهاية الساحة الغربية من المسجد الحرام «الشبيكة» ويصل عددها إلى خمسة آلاف عربة، كما يساهم مشروع تعظيم البلد الحرام ب 50 شخصا يدفعون عربات الحجاج مجانا لوجه الله تعالى من بعد صلاة العصر إلى منتصف الليل، وهناك عربات خاصة لبعض المواطنين من السعوديين يتم منحهم تصاريح خلال موسم الحج ويصل عدد تلك العربات إلى 600 عربة وذلك بأجور رمزية ومواقعهم بالدور العلوي بالمسجد الحرام، كما أن هناك العربات الكهربائية وبأجور رمزية ويصل عددها إلى 100 عربة كهربائية يتحكم فيها الحاج بنفسه ويطلبها من مكتب الصفا بالدور الأول من المسجد الحرام، وكذلك عربات الأجرة والموجودة بالصفا بالدور الأرضي من المسجد الحرام ويصل عددها إلى 521، ويوجد 20 مدخلا مخصصا لعربات ذوي الحاجات الخاصة موزعة على مداخل المسجد الحرام .