الهكرز هو ذلك الإنسان الذي برع في حل المشكلات التي تواجهه في عالم الحاسوب والإنترنت. ولأنه ينطبق عليه كلمة «برع» فإنه لن يحلم بشيء ما دام أنه مخلوق عربي، لأن كلمة «برع» تتحسس منها جميع الجهات والمؤسسات العربية وحتى العقول العربية! صديقي محمد يدرس معي في الجامعة نفسها في أمريكا، يحب عالم الحاسوب منذ صغره، وبعد أعوام من مصاحبة هذا الحاسوب عرف خصائصه وعالمه الخفي ويُطلق عليه اليوم لقب «هكرز». كثيرا ما يشتكي ويقول: لماذا ينظر إلينا المجتمع على أننا أعداء ونمثل خطرا على حياتهم، ماذا فعلنا؟ ثم يستأنف ويقول: في كل وظيفة وكل تخصص هناك من يستغل وظيفته في الاتجاه السلبي، وهناك من يكون في الاتجاه الإيجابي، وهذا أمر معروف مألوف، فالكأس قد تستخدم لشرب الخمر، وقد تستخدم لشرب الماء. والكأس نفسها لا يحكم عليها بل يحكم على نتائجها. ومثل ذلك الهكرز، هناك من يستغله سلبيا، وهناك الكثير ممن يستغله إيجابيا في حفظ الحقوق، وفي ردع المخطئ، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها.. لكن للأسف نظرة المجتمع إلى الهكرز هي نظرة قاصرة! وهذه النظرة غير مستغربة لأن الكثير منا لا يعرف للإبداع معنى ولا للمبدعين قيمة! أليس من الواجب أن نستغل مثل هذه العقول ونوظفها التوظيف الإيجابي ونجد لها أماكن عمل تليق بهم؟ فالكثير منهم يعاني البطالة! وعندما يخترق موقع وزارة التعليم علينا ألا نظن الظن السيئ، فقد يريد الهكرز توظيف تلك الشابة أو ذلك الشاب ذي الراتب الذي لا يكفي لمخالفة مرورية مضاعفة، وهو لا يحلم بالبيت ولا الزواج، بل يحلم بكف نفسه ويده عن الحرام، فلماذا نسيء الظن؟