تستقبل أسواق أمريكا وكندا، الثلاثاء المقبل، 1.5 مليون نسخة من كتاب مذكرات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن.. وذلك بعد أسبوع من انتخابات التجديد النصفية. وسيتوافر الكتاب بنسخة إلكترونية تفاعلية تتضمن خطب بوش الرئيسية وأشرطة فيديو عائلية ونسخا من رسائل مكتوبة بخط اليد. وكشفت دار النشر التي ستوزع المذكرات، أن الكتاب الذي سيباع بسعر 35 دولارا «سيكشف أمورا جديدة» ويجعل «التاريخ أكثر حيوية بالنسبة للقراء». وستعرض نسخ محدودة فاخرة موقعة شخصيا من الرئيس السابق بسعر 350 دولارا في 30 نوفمبر المقبل. يحمل الكتاب عنوان «DECISION POINTS أي نقاط اتخاذ القرار»، في إشارة إلى القرارات المهمة التي اتخذها بعد هجمات 11 سبتمبر 2010 والتفاصيل الخفية لثمانية أعوام في الرئاسة. وتتساوى أعداد النسخ المطبوعة مع نسخ مذكرات الرئيس الأسبق بيل كلينتون وكانت بعنوان «MY LIVE أي حياتي». وقد غادر بوش الابن، 64 عاما، البيت الأبيض في يناير 2009 مع تراجع كبير في شعبيته بسبب الأزمة الاقتصادية وحربي العراق وأفغانستان. وظل بعيدا عن الأنظار واحتفظ بآرائه لنفسه وعاد إلى تكساس. وأشارت دار النشر إلى «تفاصيل غير منشورة سابقا» حول اللحظات التي تلت هجمات سبتمبر، وعن رحلات في الطائرة الرئاسية، أو في البيت الأبيض عند اتخاذ القرار باجتياح العراق. وكشف بوش في مذكراته، التي تتكون من 14 فصلا، أنه صعق وغضب عندما لم يسفر التفتيش عن العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق رغم إشارة عدد كبير من تقارير الاستخبارات إلى وجودها. وكتب: «لم يكن هناك شخص أكثر غضبا مني عندما لم نجد أسلحة. كان ينتابني شعور بالغثيان كلما أفكر بالأمر ولا أزال». وتوضح المذكرات أن بوش فكر لفترة مؤقتة في تنحية نائبه ديك تشيني، لكنه يضيف أنه قرر الإبقاء عليه لأنه اختاره «لأداء المهمة.. وهذا بالضبط ما فعله». لكن لم ترد في الكتاب أي تعليقات على خلفه الرئيس الحالي باراك أوباما الذي هاجم مرارا سياسات بوش الاقتصادية هذا العام. ودافع بوش في مذكراته عن قراره بشن الحرب على العراق، بقوله: «أمريكا والعراقيون أفضل حالا من دون وجود الرئيس العراقي السابق صدام حسين». وقبل خمسة أيام من تسليمه الرئاسة إلى باراك أوباما، وجه بوش خطابا أخيرا عبر التليفزيون إلى الشعب الأمريكي، منتصف يناير 2009، سعى فيه إلى تحديد معالم سجله في البيت الأبيض الذي يعتبره بعض المؤرخين من الأسوأ في تاريخ أمريكا. وقال: «في مواجهة احتمال انهيار مالي، اتخذنا إجراءات حاسمة لحماية اقتصادنا»، في إشارة إلى تدخل حكومي ضخم أمر به، وأضاف «لو لم نتخذ تلك الإجراءات، لكانت الخسائر أسوأ بكثير». وحذر من أن أخطر تحد يواجه الرئيس المقبل هو هجوم إرهابي آخر، على غرار هجمات سبتمبر 2001، إلا أنه اعترف بأن بعض الإجراءات التي اتخذها ردا على تلك الهجمات كانت مثيرة للجدل، لكنه تمسك بها وأعاد تأكيد مبدئه «من ليس معنا فهو ضدنا»، الذي تعرض لانتقادات واسعة في الخارج. ورغم أن المذكرات تمثل محاولة واضحة من جانب بوش لتحسين صورته، إلا أنه يرى أن الأمر سيستغرق عقودا حتى يمكن إصدار حكم على فترة رئاسته، حسب وكالة أنباء رويترز التي حصلت على نسخة مبكرة من الكتاب. وكتب بوش: «أيا كان الحكم على رئاستي، فأنا مرتاح لحقيقة أنني لن أكون موجودا حينها لأسمعه»