باتت بعض المساجد المحيطة بالمسجد الحرام تتعرض للكثير من التجاوزات والمضايقات من قبل مرضى نفسيين ومدمنين ومتسولين ولصوص بشكل يؤدي إلى مضايقة المصلين وإخراجهم من خشوعهم في الصلاة، إضافة إلى تنجيس المسجد، الأمر الذي دفع إمام مسجد إلى إغلاق أبوابه فور الفراغ من صلاة الجماعة. وقال إمام مسجد الجندراوي بمنطقة الحرم المركزية سامي خياط ل«شمس» إنهم أبلغوا كثيرا بتلك التجاوزات الجهات ذات العلاقة التي ساهمت بدورها بشكل كبير في تقليص تلك المشكلة، إلا أنها لم تقض عليها تماما «أجبرني الوضع على إغلاق المسجد عقب الفراغ مباشرة من أداء كل صلاة لكن هذا أوقعنا في حرج مع المصلين الذين يحضرون للمسجد متأخرين والذين لن تستطيع منعهم من الدخول لأداء الصلاة». وأشار الخياط إلى حادثة وقعت فصولها منذ عدة أيام مضت حينما تغوط أحد الأشخاص داخل المسجد، بينما كانوا يؤدون الصلاة وهو ما عرض ذلك الشخص للضرب من قبل بعض المصلين وبعد مباشرة جهات الأمن تبين أنه من المرضى النفسيين وتم نقله إلى المستشفى للكشف عليه. وعن كيفية التعامل مع الذين يأتون متأخرين وموقفهم من إغلاق المسجد عقب صلاة الجماعة أشار إلى أن الأمر فيه كثير من الإحراج والمشكلات. وذكر أن عامل المسجد تعرض لمضايقات بدنية شديدة في إحدى المرات من بعض الزوار الآسيويين الذين حضروا للصلاة متأخرين، حيث كان يحاول إغلاق المسجد لكنهم رفضوا ونجحوا في الدخول بمساعدة بعض المتواجدين في المسجد. وطالب الخياط الشؤون الإسلامية بتخصيص حراسات أهلية لدور العبادة خاصة التي تقع في مناطق حيوية والتي تستوجب إبقاء أبوابها مشرعة بعض الوقت لإتاحة الفرصة أمام المصلين المتأخرين لأدائها. من جهة أخرى اعتذر الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان عن التعليق حول القضية، مشيرا إلى أن ذلك من اختصاص إدارة الأوقاف والمساجد بعينها. أما الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة أم القرى عضو جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة الدكتور محمد السهلي أن شؤون بعض المساجد أصبحت في أيدي عمالها من أبناء الجاليات الذين يحاولون إغلاق المساجد بعد الفراغ من الصلاة للحاق بأعمالهم الأخرى الأساسية وهو ما يحرم المتأخرين من أداء الصلاة في المساجد. وطالب إدارة الأوقاف بعمل تنظيمات مقننة ومدروسة ومستوفاة بكامل جوانبها ومتطلباتها وهي قادرة على ذلك. ونوه السهلي إلى أهمية تعزيز المساجد بمتفرغين للعمل بها، كما شدد على أهمية حسن اختيارهم، بجانب الرقابة المستمرة للرفع من خدمات المساجد وضمان أداء المنتسبين بها لمهامهم تجاه المصلين وحسن التعامل معهم .