ينتقد الممثل «ماجد مطرب فواز» حال الساحة الشعرية الشعبية التي أصبح بعض مرتاديها يستميتون في سبيل الوصول إلى الشهرة وتكريس أنفسهم في مختلف المحافل متسلقين جميع المنابر المتاحة للبروز الإعلامي حتى لو تطلب الأمر أن ينفق أحدهم من جيبه الخاص مبالغ مالية عالية متغاضيا عن فقر موهبته وتواضع إمكاناته الفنية. وبعد ظهوره الأخير في مسلسل «هوامير الصحراء» بجزئه الثاني الذي مثل فيه شخصية شاعر شعبي مهتم بالرياضة «تركي»، ينفي «مطرب» أن يكون في الأمر إشارة إلى أحد بعينه، فالمقصود في نظره انتقاد الظاهرة بمجملها «الإبداع هو الوسيلة المثلى للبقاء في أذهان المتابعين على مختلف الأصعدة، ومن بينها الشعر، لذلك يحرص الشعراء على الترويج لأمسياتهم الشعرية ليفرضوا أنفسهم في المهرجانات نتيجة علاقاتهم مع المنظمين بينما هم في الواقع لا يتمتعون بشاعرية فذه تشجع جمهور الشعر على ارتياد أمسياتهم». ورغم علاقته الحميمة بالشعر، لا يقتني مطرب دواوين مطبوعة أو مسموعة «مع وجود التقنية، لست حريصا على مقتنيات ورقية أو أقراص ممغنطة (سي دي) للسماع، بل أحرص على متابعة الشعراء من خلال الشبكة العنكبوتية التي أجد فيها ضالتي في الحصول على الجديد في الشعر، وبوجود جوجل لن أتعب في الوصول إلى مرادي». ويعترف «مطرب» أن برنامج شاعر المليون- في نسختيه الأولى والثانية- استحوذ على اهتمامه ومتابعته لولا أن رأى فيه إحياء للعصبية القبلية التي كادت تندثر من مجتمعنا «علينا أن نقر بذلك، فالبرنامج نسف جهود الأسرة والمدرسة في إخماد التعصب القبلي، فالشعراء المشاركون لم يوفروا جهدا في استعادة نخوة قبائلهم في سبيل تسول الأصوات من بني عمومتهم». ولا بد أن يكون في هذه الحالة بعض الاستثناءات التي اعتمدت على موهبتها، لذلك يبدي مطرب إعجابه الشديد بالشاعرين محمد بن فطيس وخلف المشعان، لكنه يؤكد أنه لم يقم بإرسال صوت واحد لأي مشارك حتى لا يكون ضمن «من استغفلهم القائمون على البرنامج لجني أرباحهم!». واعتمادا على ما أسماهم «مراهقي القبائل»، يرى مطرب أن الحركة الدائبة التي تحدث في منابر الشعر اتخذت نهجا قبليا أو رياضيا «فالقنوات الشعبية استطاعت أن تسحب البساط من الصحف الورقية للاستئثار بجمهور معظمه من المراهقين الذين تغريهم الإثارة القبلية أو الرياضية». ومع انشغالاته الكثيرة بمواعيد التصوير التي قد تمتد إلى أشهر وارتباطاته الحياتية المتفرعة، يحاول «مطرب» أن يجد متسعا من الوقت لتلبية دعوات حضور الأمسيات الشعرية المميزة، خاصة إذا كان الداعي صديقا «حضرت أمسيات كبيرة في مهرجانات خليجية من بينها أمسية للشاعر سالم سيار الذي تربطني به علاقة صداقة، وأخرى للشاعرين خالد المريخي وحامد زيد، وأحضر حفلات المحاورة وتربطني علاقات حميمية مع بعض شعرائها». ولا يخفي ماجد مطرب سروره بقراءة قصائد الشاعرين سعد علوش وسعد بن جدلان «فالأول يمتاز بالترتيب الدرامي المميز لقصيدته، وهو صاحب أفكار شعرية جميلة تجعله مطلب الجميع رغم قلة ظهوره الإعلامي، وتعجبني نرجسيته فنتاجه مبدع وداخله مبدع، بينما العملاق بن جدلان يضعني دائما أمام قصيدة ساحرة».