وضع إمام أحد المساجد المعروفة بحي الزاهر على طريق شارع الحج بمكة المكرمة لافتة على المدخل الرئيس للمسجد تطلب من عمال الورش وقطع غيار السيارات المحيطة بالمسجد ضرورة استبدال ملابس العمل المتسخة بالزيوت والشحوم بأخرى نظيفة؛ للحفاظ على نظافة المسجد وفرشه، ولمنع انتشار الروائح الكريهة بعد أن ضاق المصلون ذرعا بها وهو ما دفعهم للبحث عن مساجد أخرى. ووفقا لعدد من المصلين فإن الروائح الناتجة عن بقع الزيوت والشحوم والتصاقها بفرش المسجد غير محتملة، مشيرين إلى أن العمال يخرجون من الورش على المسجد مباشرة معتقدين أن الوضوء يزيل ما علق بهم من زيوت وديزل وغيره وهو ما دفع إمام المسجد لنصح العمال بأهمية الحضور بملابس تليق بالمسجد في لافتته التي حفلت بالأخطاء اللغوية. من جانب آخر علق مستشار وزارة العدل صالح اللحيدان على تصرف إمام المسجد قائلا «إن الله حث عباده على التزين والتطيب عند كل عبادة وفرض لقوله عز وجل «يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد» أي عند كل صلاة. وقوله عز وجل «واجعلوا بيوتكم قبلة». كما ثبت في الصحيح «إن الله جميل يحب الجمال»، ومن ذلك الجمال الحسي وهو الملبس. وأضاف اللحيدان أن الزيوت والشحوم ومستخرجاتها كالبنزين والديزل من خام البترول و50 % منه مخلفات عضوية مكثت في باطن الأرض آلاف السنين، ونتج عن ذلك التغير الجيولوجي روائح نفاذة مضاعفة، بجانب أن عمال الورش تلتصق بثيابهم وملابسهم بعض المخلفات، إما من الرش أو المباشرة المهنية كما تتعلق المواد الصلبة بأرجلهم وأحذيتهم وأرى أن يدخلوا إلى المسجد بعد أخذ الزينة. ولفت إلى أنه من المفترض أن يكون لكل عامل لباس للعمل وآخر للعبادة. وثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يحتاط في مثل هذا وكذلك الصحابة رضي الله عنهم جميعا وسار على ذلك النهج التابعون، فللسوق ثوب وللمسجد ثوب آخر « وإذا تعذر على العمال توفير زي خاص للصلاة فعليهم حمل سجادة صغيرة لئلا ينتقل العالق منهم لفرش المسجد إذ إنه لا يجوز منعهم من أداء العبادة؛ لأن الفرض أقوى من المنع، كما يمكن معالجة الروائح الكريهة بالأطياب الطائرة غير الكحولية.