يستعير الزميل جميل الذيابي، مدير عام التحرير بالسعودية والخليج لصحيفة الحياة، البيت الشعري الشهير: «.. كالطير يرقص مذبوحا من الألم»، لينحت منه عنوانا لكتابه الأخير، مشيرا إلى الرقصة التي تؤديها طهران وهي تضطرب بسرطانٍ استفحل في أركانها منذ استلم أحمدي نجاد زمام السلطة فيها ثم إعادة تنصيبه في انتخابات لا تزال تداعياتها تثير الزوابع في الأوساط الإيرانية. ويستعرض الذيابي في الكتاب الصادر عن دار العبيكان للنشر والتوزيع، أبعاد الحلم الفارسي الذي تحاول السياسة الإيرانية «النجادية» تنفيذه في المنطقة بدعم مطلق من مرشد الثورة الإيرانية خامنئي، أملا في استعادة أمجاد النفوذ الفارسي الموءود منذ سقوط الدولة الصفوية على يد السلطان العثماني سليم الثالث. ومع أن السياسة الإيرانية بوضعها الحالي ستؤدي إلى زوال الوهم الإيراني المتغطرس كما يتنبأ المؤلف، إلا أن الكتاب لا ينفي الخطر الكامن على دول المنطقة الساعية للاستقرار والتنمية وتحقيق السلام، وهو ما تحاول إيران زعزعته والحول دونه عبر سلسلة من «الإجراءات التآمرية» التي انتهجتها إيران في الأعوام الأخيرة. ويستدل المؤلف على النوايا التخريبية والعدوانية التي تضمرها إيران بمحاولتها المستمرة لإشعال فتيل الفتنة في المنطقة، وإذكاء العاطفة الدينية والمذهبية حتى تكون غطاء شيعيا تستمد منه الدولة قوتها الخارجية، ومن ذلك إنفاقها السخي على شيعة البحرين لشراء الأراضي والممتلكات في هذه الدولة الخليجية. ويبدي الذيابي تخوفه من مستقبل قد يقلب العلاقات الإيرانية مع أمريكا وإسرائيل من حالة العداء الشديد إلى التحالف الاستراتيجي، مشيرا إلى أن هذا التحول سيكون على حساب المصالح العربية، مستشهدا بكتاب «التحالف الخائن» الذي يتحدث مؤلفه تاريت بارسي عن صفقة سرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا، تتخلى فيها الدولة الفارسية عن حلمها النووي وتتعاون في العراق مقابل منحها النفوذ في المنطقة. وبعد هذا الاستعراض المدعوم بالأدلة والشواهد، ينتهي الذيابي إلى التساؤل عن موقع الخليجيين من هذا الوضع: لماذا لا يسعى الخليجيون بالطرق الناجعة لأجل خليج خال من أسلحة الدمار الشامل؟