نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة في فندق هيلتون جدة، مساء أمس، حفل فعاليات المؤتمر الدولي عن أثر التجمعات والحشود البشرية وأثرها على الصحة العامة، الذي تنظمه وزارة الصحة، بمشاركة أكثر من 500 شخص منهم 30 خبيرا وعدد من الوزراء في الدول العربية والخليجية وخبراء من منظمة الصحة العالمية، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت شان. وأكد الربيعة «إن مواسم الحج والعمرة تمثل أهمية كبرى للمملكة، وتدرك ما يصاحبها من تجمعات وحشود بشرية من أكثر من 160 دولة، لذا اعتمدت مبالغ ضخمة لتوسعة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، تنفذ بطرق علمية مدروسة لتجنب الأخطار التي تصاحب هذه التجمعات الدينية العظيمة، ونظرا إلى أن أعدادا كثيفة تؤدي المناسك في الحرم المكي، وجسر الجمرات في أوقات محددة، فقد وجهنا بإنجاز توسعة كبيرة في تلك المشاعر المقدسة؛ حرصا على راحة ضيوف الرحمن الكرام». وأوضح أن المملكة تشرفت بخدمة الحرمين الشريفين، واستقبال ضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة، لذا حرصت على توفير الإمكانيات والموارد الكبيرة لضمان راحة الحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وقال الربيعة «لما كانت مكةالمكرمة قبلة لما يقارب ملياري مسلم من شتى أنحاء المعمورة، ولأن وقتها يترقبه العالم أجمع، حرصنا على أن تكون ساعة مكةالمكرمة والتي ستكتمل في حج هذا العام مرجعا للوقت لكل المسلمين والعالم أجمع»، مشيرا إلى أن المملكة وضعت صحة الحجاج والمعتمرين في مقدمة اهتماماتها، حيث كلفت وزارة الصحة بإنشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية التي تم تجهيزها على أعلى المستويات للوفاء بحاجات ضيوف الرحمن في هذه المواسم، وأصبحت المنظومة الصحية التي خصصت لطب الحشود والتجمعات البشرية تمتلك خبرة علمية فريدة على مستوى العالم. من جهة أخرى، أكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين، أن الحشود والتجمعات البشرية في الحج تعد الأكبر في العالم ويعد أنموذجا لمستقبل طب الحشود والتجمعات البشرية وخصوصا في منطقة الجمرات. وتطرق خلال حديثه في الجلسة الأولى للمؤتمر، إلى الأمثلة العملية فيما يتعلق بالحشود حول جسر الجمرات والجهود التي بذلت لمنع أي حوادث أو اختناقات، وكذلك الحشود البشرية في مناطق عرفات ومنى ومزدلفة ومنطقة إسكان الخيام. وأكد حبيب أن جهل الحجاج باللغة العربية من أكبر المشكلات التي تواجه الوزارة، إلى جانب بعض السلوكيات «لكننا اتفقنا مع الدول أن توعي حجاجها حتى نتمكن من إدارة وتنظيم هذه الحشود البشرية الهائلة». وأعلن أن الطابق الخامس من جسر الجمرات سيعمل في حج هذا العام؛ مما سيحقق نتائج إيجابية في التخفيف من هذه التجمعات البشرية، مبينا أن الحج منظومة متكاملة تتضافر فيها كل جهود الدولة من أجل خدمة ضيوف الرحمن «توجد لدينا 90 كاميرا تراقب حركة جسر الجمرات والموجات البشرية المتدفقة واتجاهاتها وتوضح ساعات الذروة والانخفاض بين الساعة والأخرى». وأوضح أن المملكة استخدمت مختلف الوسائل والتقنيات والبرمجيات المتطورة لتحليل تدفق الحشود البشرية لتوقع الحوادث وأماكن وقوعها حتى تكون قطاعات الخدمة على مقربة من المنطقة بالرغم من شدة الزحام الشديد للوصول للحوادث ومساعدة المحتاجين. إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء المهندس منصور التركي، أن الطلب على أداء فريضة الحج أكبر من الطاقة الاستعابية، وهناك قيود زمنية ومكانية لأدائها وتتم مرة في العام في مكة والمشاعر وتتألف من عدة شعائر، كل شعيرة لها فترة زمنية ومكان محدد، ولا بد لهذه الحشود البشرية التحرك وممارسة كل هذه العبادات بهدوء وطمأنينة. وبين أن الاستراتيجية التي اتبعت لإدارة هذه الحشود بدأت حين تم تحديد نسبة الحجاج القادمين للحج بالنسبة إلى الدول الإسلامية بمعدل شخص واحد من كل 1000، وأن عدد المسلمين الذين يرغبون في أداء هذه الفريضة مليار ونصف مسلم، وهناك ثلاثة ملايين حاج كل عام يؤدون الشعيرة ويصلون إلى مكة في وقت واحد ومكان واحد، وبالتالي تكون هناك كثافة من التجمعات والحشود البشرية التي لا بد من خطط متنوعة لتقسيم عدد الحجاج على الوقت المتاح لأداء الفريضة وتستوعبهم التسهيلات والخدمات والمرافق التي تخدمهم. في السياق، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي ورئيس المؤتمر الدكتور زياد ميمش في ورقة عمل قدمها تحت عنوان «العمرة ورمزيتها في الإسلام»، أن المملكة عبر منظمة المؤتمر توصلت إلى قرار بوضع حصص لكل دولة إسلامية بناء على كثافة السكان، مبينا أنه تم رصد جميع الأمراض والأوبئة المختلفة في أكثر من عشر دول لمواجهتها. وبين ميمش أن وزارة الصحة وضعت خططا توعوية في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية من أجل تقديم المنشورات التوعوية التي توضح للحاج تفاصيل خطط التوعية الصحية، وجندت ما لا يقل عن 17 ألف طبيب وممرض وممرضة واختصاصي و 39 فريقا طبيا متنقلا و 21 معسكرا طبيا من مختلف القطاعات المساندة.