تعتزم السعودية إنشاء مركز وطني لترشيد الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يعنى بتوفير برامج لترشيد الطاقة من خلال تطبيق التقنيات المناسبة لتحقيق تلك الغاية حسب تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية على هامش ندوة الطاقة الدولية التي اختتمت أعمالها بالرياض أمس، وقال: «كل التفاصيل عن المركز ستعلن قريبا بعد استكمال إجراءات إنشاء المركز»، وخلال ترؤسه للجلسة الأولى من جلسات المحور الخاص بالعلاقات بين الأوبك والمنظمات العالمية الأخرى، أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أهمية الحوار بين المنتجين والمستهلكين للنفط والغاز والنقاش البناء بين المنظمات الثلاث «منظمة الأوبك ووكالة الطاقة الدولية والأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي» في ضمان الإمدادات النفطية واستقرار أسعار النفط بمستويات تحافظ على مصالح الجميع. من جانب آخر أشار الأمين العام لمنظمة الأوبك المهندس عبدالله البدري إلى أن الأوبك واجهت في بداية التأسيس بعض الصعوبات إلا أنها تمكنت من تخطي جميع العقبات، مؤكدا حرص المنظمة على تعميق الحوار مع المستهلكين وجميع المنظمات الأخرى بهدف إيجاد بيئة مشتركة تضمن الاستقرار للإمدادات ولأسعار البترول. أما الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا فأشار إلى أن تقلبات الأسعار وعدم استقرار السوق ليس في مصلحة الاقتصاد العالمي، وطالب بضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل توفير مصادر الطاقة إلى الشعوب الفقيرة، مشيرا إلى أن هناك نحو 1.4 مليار شخص في العالم لا تصلهم الكهرباء، وأن 2.7 مليار شخص يعتمدون على الطاقة الحيوية في الطبخ مما ينجم عنه مشكلات صحية واقتصادية. من جانب آخر أوضح الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي نو فان هولست أن للسعودية دورا فاعلا في تأسيس المنتدى الذي حقق العديد من النجاحات رغم حداثة تأسيسه، ولفت إلى أن لدى المنتدى لقاءات دورية مع مجموعة العشرين لتطوير شفافية المعلومات والمبادرات الخاصة بالنفط والغاز، كما أن الأمانة العامة للمنتدى تعتزم إجراء محادثات مع عدد من المنظمات في فبراير المقبل للخروج بأفكار تسهم في دعم توضيح حجم الطلب على النفط والغاز. وتطرق المستشار في مجال الطاقة الدولية بالمفوضية الأوروبية فوزي بنساسا إلى الحاجة إلى التعاون بين المنتجين والمستهلكين لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل، مشيرا إلى أن روح التعاون موجودة لدى الجميع، وتوقع أن يرتفع الطلب على النفط خلال عام 2020 وهو ما يؤكد أهمية الحوار البناء لمواجهة التحديات المستقبلية، لافتا إلى أن المفوضية اتفقت مع الأوبك على إجراء حوار في العام المقبل 2011 بهدف رفع كفاءة الطاقة وتحسين التقنيات والقضايا البيئية وتوسيع استثمارات الطاقة. وفي الجلسة الثانية للندوة التي ترأسها رئيس مجلس هيئة سوق المال السعودي الدكتور عبدالرحمن التويجري تحت عنوان «الدور المستقبلي للأوبك في سوق البترول العالمية» تحدث مدير برنامج النفط والشرق الأوسط بمعهد أوكسفورد لدراسات الطاقة عن الأوبك والأسواق العالمية البروفيسور بسام فتوح فقال إن الأوبك تعرضت لعدد من الصدمات والأزمات في عام 1986 غير أنها تمكنت من التغلب على هذه العقبات من خلال التفاهم العميق بين أعضائها، حيث أصبحت لاعبا رئيسا في أسواق الطاقة العالمية. وألمح إلى أن تذبذب الأسعار من أهم العقبات التي تواجه المخططين في أوبك، فيما قال المحلل في شركة «بي إف سي» للطاقة الدكتور رعد القادري إن النمو الاقتصادي العالمي المتوقع يحتم على الدول المنتجة أن تزيد من استثماراتها في مجالي الصناعات الأولية والصناعات التحويلية. واختتمت الندوة بورقة لكبير المستشارين بالشركة العربية للاستثمارات البترولية «إبيكورب» الدكتور علي العيساوي أكد خلالها أن النفط مصدر أساسي للطاقة وسيستمر على مدى الأعوام المقبلة في مقدمة مصادر الطاقة ما يعكس أهمية الأوبك ودورها الاستراتيجي في أسواق الطاقة ودعم نمو الاقتصاد العالمي .