فرضت «الطماطم» بجنونها المعروف نفسها على طاولة أكبر مؤتمر ومعرض دولي تستضيفه الرياض حاليا لا علاقة له من قريب أو بعيد بأسعار الخضراوات، وهو «معرض البناء السعودي 2010» الذي افتتحه، مساء أمس، أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن، ووجد نفسه مضطرا إلى الحديث عن ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه بالسوق السعودية حاليا، وبرأ أمانة الرياض وكافة أمانات المناطق من تهمة ارتفاع أسعارها، وقال إن أمانة الرياض بادرت بإنشاء مؤشر لأسعار الخضراوات والفواكه، واستحدثت «يوم المزارع » على مدار أكثر من 80 أسبوعا لعرض منتجات المزارع بأسعار عادلة ترضي المنتجين والمستهلكين وليس من مسؤوليتها التدخل لخفض الأسعار وجعلها فى متناول المستهلكين على خلفية صعود صندوق الطماطم لنحو 60 ريالا، وصعود أسعار البصل والثوم والكوسة وغيرها. وحمل ابن عياف بشكل مباشر مسؤولية ضبط الأسعار إلى الحكومة ممثلة في وزارة التجارة، كما اتهم بعض المتعاملين في الخضراوات والفواكه بالقطاع الخاص مسؤولية الجنون الذي انتقل من الطماطم إلى بعض أنواع الخضراوات فيما التزمت وزارة التجارة الصمت تجاه الارتفاعات الأخيرة بحجة أنه ليس من سلطتها التدخل في آليات العرض والطلب لأسواق الخضار، بينما لم تحرك جمعيات حماية المستهلك ساكنا في اتخاذ آليات واضحة لمحاربة المتلاعبين في أسعار الخضراوات. وعودا إلى القضية الرئيسة التي انعقد من أجلها المؤتمر والمعرض الدولي اتفق ممثلون عن 900 شركة من 35 دولة عربية وأجنبية شاركت في المؤتمر على ضرورة التوسع في «المساكن الخضراء» الصديقة للبيئة من خلال استخدام أحدث تقنيات ومواد وآليات ومعدات البناء، وأكد نائب المدير العام في «شركة معارض الرياض المحدودة» المنظمة للمعرض محمد الحسيني توسيع المساحة الإجمالية المخصصة للعرض بشكل ملموس لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الشركات العارضة، معتبرا المشاركة الدولية المكثفة تعكس التطلعات الإيجابية حول مستقبل أسواق البناء الدولية مع بدء تعافي العالم تدريجيا من ظروف الركود الاقتصادي، كما تؤكد أيضا الثقة الكبيرة التي تحظى بها المملكة من تحقيق نمو كبير في قطاعي العقارات والبناء بالرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية. وأشار إلى أن المعرض يمثل المنصة الأكثر شمولية في الشرق الأوسط في مجالي معارض البناء والإنشاء والنشاطات التفاعلية بين رواد القطاع، حيث مناقشة مجموعة متكاملة من القضايا والمواضيع المرتبطة بكافة المجالات المختصة ومنها: مواد ومعدات البناء، وهندسة التكييف والتبريد، والهندسة الكهربائية والميكانيكية والمدنية، وتكنولوجيا الحديد والصلب والخرسانة، بالإضافة إلى تقنيات الأبنية الخضراء. وأتاح «معرض البناء السعودي 2010» وللمرة الأولى في المملكة سلسلة من لقاءات العمل الثنائية التي تتيح المجال أمام الشركات المحلية والإقليمية للتواصل مع أكثر من 50 شركة متخصصة من أوروبا وأستراليا بجانب إطلاع الشركات السعودية المشاركة على أحدث المنتجات والتقنيات المتعلقة بقطاع البناء والإنشاء وتسهيل توقيع العقود والمشاريع المشتركة مع شركات عالمية معروفة. يشار إلى أن المعرض يعد أحد أبرز الفعاليات التجارية المتخصصة في قطاع البناء والإنشاء في الشرق الأوسط، وتقام فعالياته بين 10 إلى 13 ذو القعدة الجاري في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في العاصمة الرياض تحت رعاية وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، وتبلغ المساحة الإجمالية المخصصة للعرض 27.000 متر، وتستضيف الدورة الحالية 16 جناحا وطنيا .