مع التطور التقني والفني والمتطلبات الأكاديمية التي بات يحتاجها المنتمون إلى الدراما وقطاع الإذاعة والتليفزيون والتنافس الذي يشهده العالم من خلال الثورة الإعلامية المنوعة، طالب عدد من المنتمين إلى الوسط الفني بفتح مجال الابتعاث في قسم الفنون والتمثيل وإتاحة الفرصة للشباب السعودي بالعمل والدراسة في عدد من التخصصات التي تشمل: «الإخراج والكتابة والتأليف التليفزيوني إضافة إلى: التمثيل، هندسة الصوت، الجرافيكس التليفزيوني» خاصة أنه لا توجد معاهد في الداخل تعمل على تخريج الكفاءات السعودية في هذا المجال. منذ أعوام طويلة والدراما السعودية التي ينفق عليها الملايين لا تزال تستقطب الفنيين «صوت، إضاءة، فنيي الكاميرات» من الخارج دون فتح المجال للشباب السعودي الذين يمتلكون الطموح الكبير للعمل، خاصة وأن هذه التخصصات مع زيادة الإنتاج المحلي توفر فرص عمل كبيرة وتتيح لنا مواكبة العالم من حولنا الذي يعتمد على الشاشة في تصدير منتجاته المعرفية إلى العالم. حيث أكد المخرج رجاء العتيبي على أن البعض قد يرى أن الموضوع ليس مهما ولكن في حقيقة الأمر الفن رسالة سامية وتستطيع الشعوب التعريف بأنفسها عن طريق ما تقدمه عبر شاشاتها «نحن لا نزال في مرحلة البدايات، ولا بد أن ندعم الحركة الفنية لدينا من خلال تأهيل الشباب والكوادر، لأن الدراما ليست ترفيها فحسب بل صناعة، وعمل يستحق منا الدعم». وبين العتيبي أن هناك عددا من الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال من خلال ابتعاث الطلاب لدراسة الفنون وفروعها لاسيما أن متطلبات النجاح وتقديم صورة كبيرة عن الأعمال المحلية لن تأتي كما نتمنى إلا إذا تم تقديمها بسواعد سعودية. من جهة أخرى حكى لنا الفنان حسن عسيري عن تجربة مؤسسة الصدف في تقديم الدعم للكوادر السعودية الشابة: «هناك من يأتي لدينا لندعمه ومن خلال استقطابنا للخبرات الفنية من مصر والشام فإننا نوزع الشباب السعوديين للاحتكاك والعمل بصورة مباشرة مع هذه الخبرات، وبحسب النتائج الإيجابية المرجوة فإننا نمنح الثقة لهم للعمل في قطاع الإنتاج والمشاركة في الإضاءة والصوت». وأوضح عسيري أن كثيرا من الناس يتساهلون بالعمل في هذه الجوانب مع أنها من القطاعات التي يستطيع فيها الشاب السعودي أن يقدم نفسه من خلال الدراسة أو الاحتكاك واكتساب المهارات والتعلم وشق الطريق في تقديم نفسه « أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه الأسماء التي تظهر على مقدمات الأعمال سعودية من الألف إلى الياء». من جانب آخر ذكر الفنان عمر الديني الذي عمل مديرا للإنتاج في أكثر من «30» عملا سعوديا أن هناك شبابا سعوديين لديهم الرغبة في طرق الجوانب الفنية في العمل التليفزيوني الذي يتطلب الإبداع والمهارة ولكن عدم وجود معاهد متخصصة داخليا أعاق ذلك، لأن الأعمال تدفع فيها المحطات التليفزيونية ميزانيات عالية وليس لديها الوقت لتجربة مخرجين أو فنيين يعملون للمرة الأولى، أو لا يملكون التمرس الكافي: «الحل في فتح معاهد داخلية، أو فتح باب الابتعاث بالتنسيق مع الجهات المختصة، ومن ثم استقطاب الأسماء للعمل في التليفزيون الحكومي أو المحطات الفضائية الخاصة». وبالنظر إلى تجارب عدد من الدول المجاورة نجد أن نسبة كبيرة من المخرجين السوريين درسوا في المعاهد الروسية وبعضهم أخذ دورات من فرنسا وكندا وبعض الدول المتقدمة في هذا المجال. المخرج الشاب خالد المريشد الذي اجتاز دورة أكاديمية تأهيلية مدتها سنتان في إخراج البرامج التليفزيونية وفن الاستعراض من جامعة موسكو الحكومية للثقافة والفن، ذكر أن المشوار ليس سهلا وتكمن صعوبته في الجلد والإصرار والطموح وطرح سؤالا «هل نحن من الأساس نتمنى أن يكون لدينا أعمال احترافية تدار بأيدٍ سعودية أم لا؟!» مضيفا « بناء على إجابة هذا السؤال نحن نحدد توجهنا ونتحرك في دعم المواهب واستقطاب الكفاءات وتوعية المجتمع بأهمية الإخراج والفن وكتابة السيناريو وكافة الفروع ذات العلاقة.