لا ندري هل انتقلت عدوى الغيرة من الفنانات إلى الفنانين؟ وهنا لا نقصد غيرة الفن وإنما غيرة الشكل والرشاقة، فبعد أن عمل الفنان الإماراتي حسين الجسمي عدة عمليات لتخفيف وزنه والظهور أكثر رشاقه على المسرح، وأكثر جذبا، حسب ظنه، للعديد من المعجبات. هذا الأمر دفع الفنان الشاب إبراهيم الحكمي إلى التفكير مليا في السير على النهج نفسه، الذي انتهجه الجسمي وأجرى مؤخرا عملية «تحويل مسار» إلا أنه عاش في دوامة حالة نفسية مسيطرة عليه حاليا، وقد أكد المقربون منه أن يعيش حالة من «القلق النفسي» والتفكير المستمر بسبب هاجس الرشاقة وأمل الحضور المسرحي اللافت للانتباه. نتمنى ألا تنعكس هذه الحالة النفسية التي يمر بها الحكمي على أعماله التي سيسجلها بعد أن يصبح كوزن الريشة، كما لا نرغب أن يطير الحكمي من نسمة هواء عابرة وهو على المسرح يصدح بأغان ثقيلة، ربما هي التي ستثبته على الأرض، كما نرجو من الفنانين الأعزاء البعد كل البعد عن هوس الظهور في الكليبات بشكل يجذب المشاهدين، والتفكير فيما يقدمونه من طرح فني غنائي يرتقي إلى ذائقة المستمعين بدلا من الركض خلف رشاقة ربما لا تسعفهم عندما يهجرهم محبوهم على غير رجعة حاملين معهم ذكريات جميلة من هؤلاء الفنانين بأشكالهم الحقيقية لا المزيفة، متمنين في الوقت نفسه أن يكون ذلك درسا لكل فنان يمشي على هذا الخط مستقبلا متجاهلا حب جمهوره له على هيئته التي عرف بها دون تدخل المقص والمشرط.