أنهى المنتخب السعودي مبارياته الودية أمام أوزبكستان والجابون وبلغاريا، ليطرح السؤال الذي طالما اعتدنا عليه .. ماذا استفدنا من مواجهة منتخبات «أي كلام»؟ إذا كانت الإجابة هي أن المنتخب خاض تلك اللقاءات من أجل تجربة عناصره فقط، فمن الأولى أن تكون التجربة على شيء يستحق، أو بالعامية «على شيء يسوى» لأن الانخداع بمستوى أي لاعب كائنا من كان باختبارات بسيطة «خدّاعة». .. أعلم أن المسؤولين في الاتحاد السعودي حريصون على إعداد المنتخب بالطريقة المثلى للمشاركة في خليجي 20 ونهائيات كأس أمم آسيا، ولكن أتمنى أن يراعوا الطريقة التي يستعد بها بقية نظرائهم. على سبيل المثال إندونيسيا التي تمتلك منتخبا متواضعا، خاضت مواجهة ضد الباراجواي التي صعدت إلى الدور ربع النهائي بكأس العالم الأخيرة، ولماذا نبتعد؟ منتخب عمان الخليجي واجه تشيلي الذي تأهل منتخبها إلى ثمن نهائي المونديال الأخير أيضا .. بينما نحن لم نواجه منتخبا صعد إلى كأس العالم وخرج من دور المجموعات حتى ! ولكي نكون في الصورة بشكل أقرب، المنتخب البلغاري يعاني أشد المعاناة ونتائجه متردية وجهازه الفني حديث عهد، بينما الجابون متأكد من أن الفرق المتوسطة في دوري زين قادرة على هزيمته ب «سهولة» وما زلت متحسرا على إضاعتنا 90 دقيقة لنجرب ما نجربه من لاعبين أمام منتخب متهالك. ما مقومات بلغاريا حتى نتعب أنفسنا ونواجهها وديا؟ منتخب في آخر سبع مباريات خسر خمسا منها، والغريب أنه بعد كل ذلك استطاع أن يتغلب على منتخبنا بهدفين نظيفين! والأكيد أن الأمر لا يختلف أيضا بالنسبة إلى أوزبكستان وإن كان منتخبا آسيويا، فكوريا الجنوبية عندما أرادت خوض تجربة آسيوية اختارت اليابان ولم تذهب إلى منتخبات الظل. أتمنى لو أن المسؤولين في إدارة المنتخب تابعوا عن كثب المنتخبات الأوروبية المتطورة؛ مثل كرواتيا التي لم تكن منشغلة بالتصفيات الأوروبية وبالإمكان اللعب معهم دون شروط معقدة. أتمنى لو حدث ذلك مستقبلا، فرابع العالم «الأورجواي» تكبد عناء السفر إلى شرق آسيا لمواجهة الصين ولا أرى أن الأخير يتميّز علينا بشيء.