أحب كثيرا متابعة برنامج «دوكتورز» الذي يعرض قضايا طبية وصحية بشكل محبب للمشاهد، ويعجبني أكثر طريقة عرض البرنامج الذي يعتمد على طرح الآراء من قبل أكثر من اختصاصي ومن قبل بعض المشاركين، فيحرك عقلية المشاهد ويفتح أمامه الباب للعديد من الخيارات. يقابل هذا البرنامج برنامج التفاح الأخضر، وأظن أنه النسخة العربية من برنامج دوكتورز، لكن التفاح الأخضر كان يعتمد بشكل أكبر على هويدا مقدمة البرنامج التي كانت تستعرض نصائح صحية مختلفة بشكل معتاد، ولكن منذ فترة بسيطة تغيرت آلية البرنامج فحل الدكتور جمال كمقدم مشارك مع هويدا، وأصبح يتناول قضايا طبية تشبه تلك التي يعرضها برنامج دوكتورز. ولكن.. لا عيب في التقليد إن كنا نأخذ التخطيط ونضيف إليه عناصر ونحذف أخرى ونجدد ونطور بحيث يكون لنا أسلوبنا الخاص والمميز الذي يقدم للمشاهد شيئا منفردا يجذب انتباهه، ولا أريد أن أذم الفقرات المقدمة ولكن أذم الطريقة غير الواعية في التقليد، فأصبح البرنامج كأنه محاضرات دراسية تلقى على المشاهد دون أن يكون هناك تفاعل إيجابي مفتوح مع المشاهد أو الحضور، إلى جانب أنه لا بد أن يأخذ الضيوف وفقراتهم حقهم في عرض فكرتهم بكامل الحرية دون طرح أسئلة مقيدة ومحدودة وتفرض عليهم إجابة محددة. سمعت كثيرا عبارات صريحة تفيد بأن البرنامج الفلاني هو النسخة العربية من البرنامج الفلاني الغربي، ولم أسمع حتى الآن عن وجود نسخة غربية لبرنامج عربي. ولا أريد أن أتطرق لموضوع الأسبقية في البرامج، لأن هذا التليفزيون أساسا الذي يعرض برامجنا هو من صنع غربي فمن باب أولى أن تكون لهم الأسبقية، لكن على الأقل علينا أن نتحرى الإتقان في التقليد حتى يكون لنا دورنا في الإبداع الإعلامي ويكون لنا حضورنا في قائمة البرامج المفضلة لدى المشاهدين العرب أنفسهم.