كشف المشرف على الكلية الصناعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور خالد العقيل، أن 99 % من الأدوية العشبية في المملكة غير سليمة. وأوضح في مداخلته بالمنتدى العربي الثاني لحماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية، الذي اختتم فعالياته بالرياض أمس الأول، أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تطالب دائما بتسجيل براءات اختراع لأي دواء عشبي، حيث تفحص من إحدى الجهات ذات العلاقة، خصوصا من المراكز الصيدلانية الرسمية. وطالب العقيل بإصدار قرار إداري صارم يلزم أي عقار عند تسجيله كدواء، أن يكون صادرا وبشهادة رسمية من جهة حكومية رسمية داخل المملكة، أو جهة دولية معتمدة، مشيرا إلى أن المدينة على اتصال مباشر وقوي بوزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء وجميع كليات الصيدلة في المملكة التي لها علاقة بهذا الأمر. وبين أن وزارة الصحة كانت الجهة المسؤولة عن إصدار الدواء «هيئة الغذاء والدواء هي الجهة المسؤولة حاليا، ونحن على اتصال مباشر ولا يمكن أن تصدر الهيئة تصريحا إلا إذا تأكدت أن الدواء مطابق لجميع المواصفات داخل المملكة أو خارجها». كما أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل، أن تسجيل الأدوية من مسؤولية الهيئة، مشيرا إلى أن عملية تسجيلها معقدة. وأوضح أن المملكة مستهدفة، ومثل بحادثة جاءت من الخارج ولدى وصولها أحد المنافذ الجمركية بالمملكة، شك رجال الجمارك في الأمر، وهي مادة الزعفران، مشيرا إلى أن هذه المادة التي كانت ستدخل للمملكة ليست الزعفران، وإنما كوز الذرة، أخذت وتم قصها وصبغت بصبغة اسمها «أورامين» وهي محظور إضافتها إلى لأغذية على الإطلاق، حيث تستخدم في أصباغ الجلود والأحذية وغيرها، وهي مادة مسرطنة. وذكر الكنهل أنه عندما تخلط بالقهوة وتقدم للشخص ويتذوقها يقول «ما أحسن هذا الزغفران! وهو سم زعاف». وحذر الجميع من الخلطات الطبيعية التي تدعي أنها تنحف أو تقوي الجنس أو تفيد مرضى السكر، مبينا أن جميع الخلطات الموجودة في المملكة وجد فيها أدوية مغشوشة، مثل دواء السكر وعقار الفياجرا الذي يعتقد أنه مقو للجنس. وضرب الكنهل مثالا بالشاي الذي يعتقد بعضهم أنه ينحف، مؤكدا أن الشاي لا ينحف، ولا يمكن له بأي حال من الأحوال. وأوضح أن الشاي إذا أدخلت فيه مادة تنحف الجسم يمكن أن تكون قاتلة وهي مادة «الثايروكسين». ولفت الكنهل إلى أن الهيئة تتبع أفضل الأساليب الموجودة في أوروبا وأمريكا «هناك أشياء كثيرة تتخذ، وهناك كذلك لجنة تسجيل الأدوية في الهيئة من جميع مستشفيات وجامعات المملكة وعملها جيد ومعروف، ومن جانب الأدوية هناك صرامة واضحة». من جهة أخرى، ينظم قطاع الدواء بالهيئة العامة للغذاء والدواء خلال الأسبوع المقبل في كل من الرياض والدمام وجدة، عددا من الندوات المتخصصة في الأنظمة المحدثة للدراسات السريرية للأدوية. وأوضحت الهيئة أن الندوات التي تقام بالتعاون مع الجهات الطبية والجهات البحثية والشركات الطبية والصيدلانية، تهدف إلى تقوية الخبرة البحثية في المجالات السريرية وباقي المجالات الصحية، وضمان سلامة المشاركين المتطوعين في الدراسات السريرية، وزيادة وعي الباحثين عن الأنظمة المتعلقة بالدراسات السريرية. ودعت الهيئة المختصين والمهتمين إلى حضور الندوات، مشيرة إلى أنها معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بواقع ساعات تعليم مستمر. وبينت أنه سيشارك في تقديم المحاضرات وورش العمل عدد من المختصين بالدراسات السريرية من داخل الهيئة العامة للغذاء والدواء وخارجها، وكذلك خبراء من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية .