في الفترة بين 2004-2007م قفزت أسعار المواد الغذائية بمعدل 17 % تقريبا، مع أن أسعار رمضان ترتفع بمعدل 4 أضعاف ارتفاعها بقية السنة، ولكن الغريب أنها لا تعود للانخفاض مرة أخرى، وذلك بحسب الدراسة المنشورة عن جدوى للاستثمار في أكتوبر 2007م، وتم عزو أسباب ارتفاع المواد الغذائية حينها إلى سوء الأحوال الجوية وارتفاع أسعار النفط وأجور الشحن وأسعار صرف العملات، وغير ذلك. وفي تقرير آخر للبنك السعودي الفرنسي تبين أن مؤشر صندوق النقد الدولي لأسعار المواد الغذائية انخفض خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 5 %، في حين استمرت أسعار المواد الغذائية في المملكة في الارتفاع بنسبة 2.5 % وفقا لمؤشر غلاء المعيشة! علما بأن الأسعار لدينا تجاوزت دول الخليج كافة باستثناء عمان، إذن فما يحدث هو أن التأثير العالمي نراه ارتفاعا للأسعار، ولا نعرفه انخفاضا أبدا، على طريقة «عيب.. ما أرجع في كلامي». وزارة التجارة لا تزال تراقب «وعن قرب»، ومؤشر السلع في زيادة، حتى الطماطم صارت مثار تندر مبكٍ لرسامي الكاريكاتير في المملكة، فالكرتون ب80 ريالا!! الجميع يشتكي ولا نعلم ما هي خطة وزارة التجارة ووزارة الزراعة لمواجهة هذه الارتفاعات. لن أضخم الموضوع بالحديث عن الأمن الغذائي، أو مستقبل المحاصيل الزراعية، ما يهمني هو «قوت يومي» و«المقاضي» للبيت،لكي نعيش. لا أحد من المسؤولين يعلق على هذه الارتفاعات، والتجار يظلون تجارا، ولهم ألف ألف مخرج بحثا عن ربح أكثر، وإن غاب الرقيب فسد التاجر. لماذا ارتفعت الأسعار؟ وكيف وصلت المنتجات المحلية لهذه الارتفاعات الخانقة، رجاء.. لا أحد يتفلسف ويقول «انتو السبب».