هل تصدقون أن منا معشر النساء، وبفضل بعض «الرجال»، من أصبحت تغار من «بعير» من فئة المجاهيم؟ وربما أكلتها الحسرة من ناقة عفراء، ولا تستغربوا أبدا إن علمتم أنها قضمت أظافرها غيظا، وشدت شعرها جنونا من «حوار» أتى به زوجها لينام في الغرفة المجاورة لغرفة نومها وهي في شهر العسل! عني أنا.. لم أكن لأصدق لولا أن صديقتي «مضاوي» اتصلت بي تستنجد «زوجي انسرق..»، نهرتها ووصفتها بأنها تعاني خللا ما، ولأنها مضاوي الجامعية الفاتنة والرقيقة، تلك المثقفة المهووسة بالشعر والروايات وكتب الفلسفة، التي لا تتكلم عبثا، أمطرتني بوسائط يظهر فيها زوجها مع أنثى اختطفته من بين يديها في أول أيام زواجهما، مع ناقته بعد ولادتها، وأين يا ترى؟ في «الصالة»ببيتها المليء بالورود والشموع، على فرض أنهم «عرسان». صديقتي اليوم أم لأربعة أطفال، عندما تسألها إحدى «الملسونات» متى أمداكم تجيبونهم؟ أبدا، لا أحد يستغرب السؤال لأن زوج مضاوي ينام بجانب بعيره أكثر من نومه بين عطور زوجته، وعلى حريرها! يقبل «بعارينه»، يتفقدها، ويسمي الله عليها، يتغزل وينظم القصائد، ويحلم بها معه في الجنة، بينما تلفح زوجته نار الوحدة! هذه ليست دعابة، وليست قصة مبتكرة، هي حقيقة تعانيها الكثيرات، أزواج منهوبون يسرقهم السفر والشباب والبلوت والبعارين. أزواج ينسون أن هناك أنثى لها رغبات، تظل تنتظر، وتريد، وتبتهل لله أن تعامل معاملة إنسانية، برفق وحب ومساواة. ينسون أن هناك أنثى تتساءل ما الذي يحدث في بيوتنا وخلف الأسوار العالية؟ ما سبب هذا الجفاف والجفاء في عواطفنا؟ لماذا بات سهلا أن نجد علاقاتنا الإنسانية ملقاة على قارعة الإهمال، وقد جففت الشمس ملامحها، وكومت الرمال صوتها! هل أصبحنا «متصحرين» حقيقيين طباعا وطبيعة؟