تحظى المملكة بشبكة طرق حديثة وسريعة بين مناطقها المترامية، حتى أصبح الطريق ذو المسار الواحد من تراث الماضي، غير أن ما يقلق العابرين كثرة التحويلات والتنقلات من مسار إلى آخر، وما يزيد القلق أن أغلب التحويلات مزمنة وليست مؤقتة كما يفترض، وتعتبر من أهم أسباب الحوادث. وأجدها فرصة -بينما إدارة المرور تشرع في تطبيق نظام ساهر- لاقتراح أن يتم التنسيق بين وزارتي النقل والبلديات لمعالجة مشكلات الترقيع التي تتم تحت اسم الصيانة، وأن تضع حدا زمنيا أقصى للانتهاء مما يعتبره البعض عبثا في الطرقات ويتمنون أن يتدخل المروري «ساهر» ويخالف الشركات التي لا تهتم بإجراءات السلامة التي تصاحب أعمال الصيانة وتكتفي بلوحة نأسف لإزعاجكم، وكأنها صك غفران يحميها من ذنب المتضرر الذي لا يملك إلا الدعاء عليها! لنأخذ مثلا طريق «حفر الباطن أبوحدرية الدمام»، فما زلت أتذكر -بلا مبالغة- وأنا صغير قبل أن أقود سيارة، أن السير به يتحول من مسار إلى آخر، وأرى عند كل تحويلة آثار حادث مروري ولوحة الاعتذار البليدة، وإلى الآن بعد مضي ما يقارب العقدين من الزمن لم تكتمل مسارات ذلك الطريق الحيوي الذي يربط شرق الوطن بشماله، والكثير يتوقعون أنها لن تكتمل في ظل الوقت المستغرق الذي يفوق ما يتطلبه إنشاء طرق جديدة في دول متقدمة. أيضا طريق «الرياض الجنوب» وكذلك طريق «جدة جازان الساحلي» جميعها تعج بالتحويلات وتجعل سالكها يشك أنها سريعة كما يوحي اسمها. هناك جانب آخر يجب أن يفعل وهو الجانب الحقوقي الغائب عن سالكي الطريق المتضررين في ممتلكاتهم أو صحتهم، والمؤلم من خسر حياته بسب إهمال بعض المقاولين وعدم اهتمامهم بمعايير السلامة عند التحويلات، أولئك المقاولون الذين يحصدون الأرباح من جهة، وسوء تنفيذهم للمشروعات يحصد الأرواح من الجهة الأخرى، وهم الأولى بالمخالفة والأقدر على دفعها أيها الساهر على سلامتنا.