تنطلق الخميس المقبل فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان أبوظبي السينمائي الذي يسعى منظموه لجعله أهم مهرجان في المنطقة، لقدرته على استقطاب ودعم الأعمال الجديدة، خاصة العربية والشرق أوسطية، وجعلها رافدا مهما لبرنامج التظاهرة. والمهرجان الذي كان يعرف سابقا باسم «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي» ويحظى بإمكانيات مالية ضخمة توفرها إمارة أبوظبي الغنية بالنفط، يطلق موسم مهرجانات السينما في المنطقة، إذ تتتالى بعده ستة مهرجانات عربية دولية. أعلن مهرجان أبوظبي، الربيع الماضي، في مهرجان كان السينمائي استحداثه لصندوق «سند» لدعم وتطوير عملية إنتاج الأفلام. وكافأ الصندوق هذا العام 28 عملا روائيا ووثائقيا لمخرجين معروفين أو من الشباب، وتراوحت المبالغ المقدمة ما بين 20 و 60 ألف دولار لكل فيلم حسب الشوط الذي قطعه على درب الإنجاز. وفي حديث لوكالات الأنباء قالت المخرجة السورية هالة عبدالله التي نالت مساعدة من مهرجان أبوظبي لتصوير مشروعها الوثائقي «وصل إلى المهرجان الكثير من مشروعات الأفلام، فرفعت عدد الأعمال الوثائقية التي كوفئت من 10 إلى 18 فيلما، وهذا مؤشر صحي يبشر بوجود أناس تفكر بشكل جدي في الوثائقي». ويتناول فيلم هالة عبدالله موضوع الكاريكاتير في ارتباطه بالمجتمع والسياسة والتحولات في ثلاثة بلدان عربية، هي سورية ومصر والجزائر «طلب مني عمل عن الرسوم المسيئة للرسول، لكني رفضت وفي الوقت نفس فكرت أن أصور فيلما عن رسامي الكاريكاتير في العالم العربي، وكيف يتفاعلون مع محيطهم عبر أمثلة»، وهم المصري محيي الدين اللباد، الذي توفي بعد التصوير، والسوري علي فرزات، والجزائري سليم. كما يعرض فيلم «ميرال» للأمريكي جوليان شنابل، ويعود لتصوير مأساة الفلسطينيين منذ 1948 لغاية اليوم من خلال حكايات تتشابك لثلاث نساء. ويفتتح فيلم «سكرتاريا» الأمريكي لراندل والاس المهرجان، فيما ترتفع جوائز المهرجان في مسابقاته للأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة إلى مليون دولار، وهي الأعلى في العالم. وقد استحدثت هذا العام تظاهرة تحمل اسم «آفاق جديدة» وتضم 17 عملا روائيا ووثائقيا، تكون أول عمل لمخرجين شباب، بينهم من سورية جود سعيد مع فيلم «مرة أخرى» ومن مصر فوزي صالح مع فيلم «جلد حي» ومواطنته دينا حمزة مع فيلم «داخل، خارج الغرفة»، وهو فيلم وثائقي، ومن العراق «كرنتينا» لعدي رشيد، ومن الإمارات «ثوب الشمس» لسعيد سالمين. وتشارك خمسة أفلام عربية من تلك التي نالت مساعدة في مسابقات مهرجان أبوظبي، ما يؤشر مرة جديدة على ضرورة وجود صناديق تمويل لدعم المشروعات السينمائية التي بدورها تصبح رافدا يمد المهرجانات بدم وأعمال جديدة ضرورية لاستمرارية المهرجانات. ويشارك فيلم «شتي يا دني» للبناني بهيج حجيج، و «روداج» للسوري نضال الدبس، و «رسائل البحر» لداود عبدالسيد، في المسابقة الرسمية التي تضم أفلاما من فرنسا والصين والهند والبوسنة وروسيا وإسبانيا وأمريكا، وتتناول موضوعات تتعلق بالحروب والمجتمع والتقاليد، وصولا إلى الخيال العلمي. وما إن ينتهي مهرجان أبوظبي مساء 22 أكتوبر حتى تنطلق فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي الدولي الخاص بالسينما العربية والإفريقية، كما تنطلق يوم 26 أكتوبر فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «الدوحة - ترايبكا السينمائي»، الذي يتمتع هو أيضا بإمكانيات مادية كبيرة