في السابق كان المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حلما لكل اللاعبين..أحيانا يتحقق.. وفي أحيان أخرى ينتهي المشوار دون تحقيق هذا الشرف بارتداء الفانيلة الخضراء، وتحفل الذاكرة بالكثير من النجوم البارزين في الدوري السعودي خصوصا في فترة التسعينيات الميلادية الذين لم تتح لهم الفرصة لتمثيل منتخب الوطن إلا في مناسبات قليلة جدا، الأمر الذي جعلهم يزيدون من حضورهم الفني في الملاعب لكي يحققوا هذه الأمنية، فتمثيل المنتخب في السابق أمر في غاية الصعوبة وشرف لا يناله إلا من يستحقه..هذا كان في السابق..أما اليوم فقد تغير الحال.. فاللاعب الشاب الذي يبرز في مباراة واحدة فقط – لاحظوا مباراة واحدة – حتما سنراه في أقرب تشكيلة خضراء، فطموحات اللاعبين الشبان لا تستمر بل تنتهي بسرعة، وتصبح مسألة تمثيل الوطن أمرا في غاية السهولة والبساطة، انظروا فقط في الأسماء المختارة لمعسكر جدة لتجدوا أن معظمهم يحتاج إلى المزيد من المباريات وتعزيز حضورهم مع أنديتهم بشكل أساسي.. ويحتاجون إلى استمرار الطموح معهم لأطول فترة ممكنة حتى يتشبثوا بالفرص متى ما أتيحت لهم بعد عناء وكد، فعلى سبيل المثال اللاعب الشبابي الشاب «فهد حمد» الذي لعب مباراة واحدة بشكل قتالي ومميز في حين بقية المباريات كان على دكة البدلاء.. فهو إلى هذه اللحظة لم يفرض نفسه على قائمة فريقه الأساسية.. فكيف بقائمة المنتخب؟!، وهذا بالتأكيد لا يلغي إمكانياته العالية وحضوره الفني المميز لكننا باختياره نقتل الطموح لديه ونحمله أكثر من طاقته وهو الشاب الذي يحتاج إلى إثبات نفسه الآن أكثر من أي شيء آخر.. نحن من ينهي مواهبنا بأيدينا عندما نقتل آمالهم وطموحاتهم بسرعة.. ولا نعطيهم فرصة حتى للتفكير والتشبث بالأمل.. وحديثي هذا يخص فقط اللاعبين المميزين الواعدين..أما الواعدون غير المميزين فهم أكثر من غيرهم في تشكيلة المنتخب الحالية.. بالله عليكم هل سمعتم يوما ما أن «خالد شراحيلي» مثلا قيل عنه إنه «نصف الفريق»..عفوا.. لقد نسيت فهذا هو دورينا.. وهؤلاء هم مواهبنا..!