شكلت التصريحات الأخيرة التي أطلقها نائب رئيس مجلس قيادة المكتب السياسي للحزب الحاكم في كوريا الشمالية يانج هيونج حول خطة رئاسة البلاد، أول تأكيد رسمي لخلافة كيم جونج-أون لوالده الرئيس الحالي كيم جونج-إيل، بعد أن رقي الشاب، 27 عاما، إلى رتبة جنرال وسلم مناصب رفيعة في أجهزة الدولة ما عزز موقعه وريثا مفترضا لحكم الدولة الغامضة رغم أنه لا يتمتع بالخبرة الكافية لقيادة البلاد. تعتبر شخصية الشاب كيم جونج أون غامضة أكثر مما كانت عليه شخصية والده الذي يحكم الدولة المعزولة بقبضة من حديد منذ التسعينات، رغم أنه يوصف بأنه يشبه والده إلى حد كبير. «صورة طبق الأصل عن والده بوجهه وشكل جسمه وشخصيته، ويملك القدرة على أن يصبح زعيما قويا وقاسيا ولا يعترف بالهزيمة مطلقا». ورغم قلة المعلومات، فإن جونج أون تصدر العناوين منذ أن أثارت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية اسمه، العام الماضي، على أنه المرشح لخلافة والده، 68 عاما، والذي أصيب بجلطة في أغسطس 2008. وكيم هو الابن الثالث والأصغر للزعيم الكوري الشمالي من زوجته الثالثة وهي راقصة يابانية الأصل تدعى كو يونج-هي، ويعتقد أنها قضت بسرطان الثدي عام 2004. ويقال إنه تعلم اللغة الإنجليزية في المدرسة الدولية بالعاصمة السويسرية بيرن حتى عام 1998 تحت اسم مستعار. وأصبح يجيد الإنجليزية بجانب اللغة الألمانية والفرنسية والتزلج على الجليد وكرة السلة. ولسنوات عديدة، لم تتوافر له سوى صورة فوتوجرافية واحدة تم التقاطها على ما يبدو في منتصف التسعينات، عندما كان في ال11 من عمره. وكانت تدور شكوك حول صحة صور عرضية أخرى ظهرت على السطح في كثير من الأحيان. ولم تنشر له أي صورة سابقا خارج كوريا الشمالية وهو في سن الرشد. وكان أخوه البكر غير الشقيق كيم جونج نام المرشح الأوفر حظا للخلافة، ولكن أسهمه انخفضت بعد عام 2001، عندما تم القبض عليه وهو يحاول دخول اليابان بجواز سفر مزور لزيارة ديزني لاند بطوكيو. وكشف أحد الطهاة المقربين من عائلة كيم أن الرئيس يحبذ أن يكون جونج أون خليفته ويفضله على شقيقه الآخر جونج تشول الذي يملك شخصية مهتزة ورقيق المشاعر. وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية أعلنت، سبتمبر الماضي، أن الزعيم كيم جونج إيل منح رتبة الجنرال لنجله الأصغر في إشارة جديدة إلى أنه يعتزم نقل السلطة إليه. وأضاف النبأ أن كيم منح رتبة جنرال لستة أشخاص من بينهم نجله الثالث كيم جونج أون. وهذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها اسم كيم جونج أون في وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤول بوزارة الوحدة بكوريا الجنوبية قوله: «هذا التعيين يمهد السبيل لكيم أون كي يرسخ علاقاته مع النخب التي تمسك بمقاليد السلطة». ويرى بعض المحللين أنه عند وفاة جونج إيل، فإن شقيقه تشانج سونج تايك سيكون بمثابة الوصي على الزعيم الصغير لأنه لا يتمتع بالخبرة الكافية لقيادة البلاد على الفور. وأبدى بعض المسؤولين ارتياحهم لهذا القرار وأوضحوا: «شعبنا فخور بوجود قادة عظماء لديه من جيل إلى جيل». وتابعوا: « يتشرف شعبنا بأنه خدم الرئيس الراحل كيم إيل سونج والقائد الحالي كيم جونج إيل. واليوم يشرفنا أن نخدم الجنرال كيم جونج أون». وكيم إيل- سونج هو والد الزعيم الحالي ومؤسس الجمهورية الكورية، الذي توفي عام 1994 .