لم يحظ تشكيل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم الصادر الأسبوع الماضي برضا واسع في الشارع الرياضي، فهناك أصوات تساءلت عن الآلية التي تم على أثرها اختيار رؤساء وأعضاء اللجان، ما جعل الغموض يكتنف تطابقها من عدمه على المختارين. وارتفعت أصوات النصراويين ملقية استفهاما كبيرا في مياه النقاشات حول اللجان: أين الشخصيات النصراوية في اللجان الفاعلة والمفصلية مقارنة بالهلاليين الذين واصلوا هذه المرة حضورهم بكثافة أكبر في أهم اللجان، ومن أبرزها الفنية والمسابقات والإعلام والاحتراف، في الوقت الذي أظهر فيه الاتحاديون همهمات بينهم عن ذهاب الصنيع من لجنة المسابقات ضحية قضية تأجيل مباراة الهلال أمام الاتحاد، واتهام أطراف هلالية له بضغط جدولها الدوري؟ كذلك عدم احتفائهم بتولي رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي رئاسة لجنة الأخلاق واللعب النظيف، وعضوية لاعب الفريق السابق محفوظ حافظ، كونهم يرون أنها لجنة توعوية أكثر منها ذات قرارات تحدث توازنا أو تأثيرا في الساحة الرياضية، مقارنة بقوة ميول مسؤولي بعض اللجان المفصلية. قد يكون الهلاليون الأكثر سعادة بتشكيل اللجان الأخير، لانتشار العديد من الأسماء البارزة والمحسوبة عليه من لاعبين سابقين وإداريين وإعلاميين.. ما قد يشكل تكتلا وثقلا في صالحهم في العديد من القضايا المختصة بتلك اللجان مستقبلا. شخصيا قد أميل مع بعض تلك الأصوات فيما ذهبت إليه.. لكنني أؤمن بمقولة «الميدان يا حميدان»، ومن ثم الحكم على التشكيل الجديد للجان، أي يجب أن نعطي الأسماء المختارة فرصة تقديم أفكارها وجهودها خلال الموسم الجاري، وهو الوقت المحدد لها قبل أن يتم تشكيل جميع اللجان، رؤساء وأعضاء، بالتصويت «الانتخاب». وسطنا الرياضي مليء بالقضايا الاحترافية والفنية والتحكيمية والانضباطية.. وجدولة المسابقات وغيرها من القضايا المختصة ببقية اللجان والكفيلة بدخولهم جميعا اختبارات قياس تحدد هل فرضت «الميول» نفسها على قراراتها، كما يشكك معظم الشارع الرياضي على طريقة «أكاد أشك فيك وأنت مني»، أم فرضت «الأنظمة واللوائح» نفسها على الجميع؟