الشجار النسائي الذي شهده ملتقى سيدات الأعمال أوضح عددا من نقاط الخلل في مسيرة العمل التجاري النسوي، خلل متعلق بذهنية التفكير أكثر منه بآليات العمل، وأبرز هذه النقاط: المطالبة بوجود الرجال من مسؤولين وباحثين، الأمر الذي أكد أن العمل النسوي لا يزال يعمل في فضاء ذكوري ليس مسيطرا بذاته بقدر ما هو حرص من سيدة الأعمال على البقاء في محيطه، فالمسألة ليست محاولة لإثبات الوجود والتفرد بعيدا عنه بقدر الحرص على الفائدة المترتبة عليه، وهذه طبيعة الأعمال التجارية. سيدات الأعمال ما زلن يراوحن في نطاق البدايات دون العمل على التحرك نحو خطوات نسوية بحتة، فهن في ملتقياتهن يفكرن بالطريقة ذاتها التي يفكر بها رجل الأعمال، فيما يستطعن القيام بأمور تحسب لهن، فسيدات الأعمال لم يقدمن المرجو حول توظيف الفتيات العاطلات، مع أن هذا التوجه من شأنه أن يحقق لهن تفوقا على نظرائهن من الرجال، لكن يبدو أن إشكالات التوظيف بعيدة عن الاهتمام الفعلي بين سيدات وسادة الأعمال، وأنها لا تعدو كونها حديثا استهلاكيا يقدم للإعلام والجماهير. تجارب الملتقيات النسوية التجارية كشفت مجددا أن المرأة مثل الرجل، فالمسألة تتعلق بالظرف المحيط، وليس هناك علاقة للجنس بالنظرة إلى كثير من القضايا، فهناك من يتحدث نيابة عن المرأة في قضاياها، ويتبنى طرحا وصائيا عليها خاصة فيما يتعلق بحقوقها، في حين لا تطالب المرأة بهذه الحقوق في منتدياتها النسوية، ما يوحي أن هذه المطالبات هي وليدة ظرف متوفر لدى المطالب قد لا تكون مهمة للمرأة التي هي شعار القضية، وهذا واضح في كثير من الملتقيات النسوية التي تمت في الأعوام الماضية. مشكلات الوسط النسوي يجب ألا تجرف المتحمسات إلى وضع أحلام الحلول في سلة سيدات الأعمال، فالقضية ليست أن هناك سيدة أعمال تنتمي إلى الفريق النسوي نفسه، فالتقسيم مختلف، وهناك فريق لا فرق فيه بين الرجل والمرأة، الجامع المشترك فيه المصلحة وما يحققها ويضمن استمرارها، وما بقي من الأمور الأخرى ليست إلا فروقا هامشية لا مكان لها.