أوضح المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن الدعوة إلى الله طريق الأنبياء والمرسلين، وأن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. وأكد خلال افتتاحه اللقاء الأول لبرنامج ندوات الأمن الفكري الشهرية الموجهة للخطباء في منطقة الرياض التي تتناول مواضيع معالجات الغلو والأمن الفكري، وترسيخ الوسطية والاعتدال وينظمه فرع الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض في مقره بالرياض، مساء أمس، أن خطبة الجمعة ومعانيها تدل على قوة الخطيب أو ضعفه، فإن كان ذا علم راسخ، ووعي سليم وفكر مستنير، سمعت خطبة تجلو الباطل وتدعم الحق وتسير بالأمة على الطريق الصحيح السليم الذي أريد بالخطبة، ولأجل منافعها العامة. وذكر المفتي أن الله جل وعلا شرع صلاة الجمعة، وجعلها فرضا كل أسبوع، وشرع لها خطبة، ويجتمع أهل الحي فيها اجتماعا أوسع من اجتماعهم لأداء الصلوات الخمس: «إن يوم الجمعة من أفضل الأيام وأعظمها، شرع لنا الاغتسال والتبكير، والإتيان واستماع الخطبة، وشُرع لنا أن نقدم قبلها خطبة، وهذه الخطبة هي توعية للمجتمع وتبصير للأمة، وهداية وإرشاد لهم، وأخذ بأيديهم لما فيه الخير والصلاح والهدى»، مؤكدا أهمية الخطبة لمخاطبتها كافة فئات المجتمع. ولفت إلى دور خطيب الجمعة في معالجة مشكلات المجتمع وقضاياه: « هذه الخطبة التي يكونها الخطيب كل أسبوع لمشكلة ما من المشكلات، وحدث ما من الأحداث يناقشه على ضوء الكتاب والسنة، داعٍ للخير، غير مقنِّط من رحمة الله، وغير فاتحٍ أبواب الشر للناس، وإنما يراعي المصالح العامة للمجتمع، ويعالج القضايا والمشكلات الحاضرة بعيدا عن الإثارة والتشويش والبلبلة والقيل والقال». وبين أن الخطيب إذا تصور موضوعه التصور الصحيح استطاع بتوفيق من الله أن يجعله موضوعا قريب التناول سهل التناول حتى يؤثر في الناس، يحضره العالم الكبير، والجاهل وغير ذلك. وقال المفتي: « إننا في زمن نواجه إعلاما جائرا، وتحديات من أعدائنا ضد ديننا وقيادتنا وأمننا ورخائنا واجتماعنا وتآلفنا ووحدتنا»، لافتا إلى وجود دعاية ضالة، وآراء شاطة، وحملات إعلامية جائرة، فلا بد للخطيب أن يكون واعيا لكل أمر تُتحدى به الأمة، وأن يحذرها من الشرور، ومن الأفكار المنحرفة، والآراء الشاطة والعقائد الباطلة، والدعوات المضللة لكن بضوابط شرعية: « فليس الخطيب مشهرا، ولكنه ناصح موجه مقتد بنبيه صلى الله عليه وسلم ومهمته إيضاح الحق ودحض الباطل، فيعالج القضايا علاجا شرعيا على منهاج الكتاب والسنة». وحث المفتي على معالجة الفكر الإرهابي على ضوء الكتاب والسنة، بحيث يكون للخطيب بين آن وآخر خطبة يوجه فيها المجتمع، ويحذرهم من المزالق والمهالك، ومن التردي في الباطل، ويأخذ بأيديهم لما فيه خيرهم وصلاح دينهم ودنياهم، مبينا أن المنبر أمانة ولا بد من المحافظة عليه موضوعا ومعنى، فلا ينيب ولا يصعده إلا من يعرف الإمام ثقته بدينه وأخلاقه وعلومه وفهمه.