في بورصة الألقاب النشطة جدا في مجتمعنا، عليك أن تتابع آخر تحركات الألقاب وأكثرها صعودا بشكل دوري. ولأنك واحد من أفراد هذا المجتمع، وتحب أن يكون لك شكلك اللائق أمام الآخرين، عليك أن تكون طموحا بالقدر الذي لا يرضيك معه أن تكتب اسمك دون لقب. وفي نفس الوقت، عليك أن تختار ما يناسب تطلعاتك من الألقاب. زيارة واحدة لموقع الفيس بوك الاجتماعي أو لمنتدياتنا الإلكترونية أو بعض المجلات كفيلة بمعرفتك بما سوف يليق بطبيعة تضاريس وجهك أو نبرة صوتك أو لون برواز نظارتك الذهبي أو حتى «تنسيفة شماغك». خذ مثلا.. إن كنت تحب الشعر وتنوي تلقيب نفسك ب«الشاعر» أو حتى «الشاعر المبدع»، فأنا لا أنصحك أبدا. لأن لقب «شاعر» أصبح مستهلكا بما فيه الكفاية، ولم يعد يحمل ذات الوهج الذي كان عليه قبل سنوات. أما إن كنت ترى أن لقب «إعلامي» يمثل شكلا من الأهمية، فأنت محق، فأسهم هذا اللقب مرتفعة هذه الأيام.. وللحصول عليه ما عليك إلا أن تكثر من الاتصال ببرامج المسابقات، أو تمارس دورك الإعلامي من خلال إهداء الأغاني عبر برامج الإهداءات!. وبعد أشهر تستطيع وبفخر أن تحوز هذا اللقب لأدوارك العظيمة في مجال الإعلام. أما إن كنت لا تزال على مقاعد الدراسة، وليس لديك رصيد لتتصل كل يوم وتهدي الأغاني، فطلبك لم يدخل حيز الصعوبة بعد. تستطيع الآن استخدام اللقب الأكثر اتساعا وشمولية: «ناشط».. فهذا اللقب يحمل من الهيبة والجمال والدلالة على النشاط والالتزام الشيء الكثير. وبإمكانك حتى إدراجه تحت أي تصنيف تحب، خذ مثلا: ناشط حقوقي، ناشط اجتماعي، ناشط قانوني، ناشط إنساني، ناشط ثقافي، ناشط إعلامي.. ناشط اقتصادي... وكل ما استطعت النشط.. أقصد.. اختيار الكلمة الأكثر فخامة زاد إحساسك بمكانتك وصدقك المغفلون. في بورصة الألقاب في مجتمعنا، لن يسألك أحد «من أين لك هذا»، المهم هو أن تختار اللقب المناسب وتحسن ترديده في اللقاءات الصحفية والمنتديات وببطاقتك الشخصية.