لم يدر في خلد الجماهير التي اصطفت حول مركز الصالح في «جازان» منتظرة فتح نوافذ بيع تذاكر حفلة الفنان محمد الزيلعي، أن يبلغهم موظف الشباك باحتمالية إلغاء الحفلة، ويطالبهم باستعادة نقودهم دون سابق إنذار، تحسبا لأي ظروف قد تحدث، وما بين مصدق ومكذب للخبر الذي لم يتأكد منه المنظمون بصورة نهائية إلا بعد وصول خطاب من شرطة المنطقة في ليلة الحفلة وقبل موعدها بوقت قصير، يطالبهم فيه بالإلغاء لعدم استخراج التصاريح الرسمية من الجهات ذات العلاقة بمثل هذه الفعاليات. حيث أكد إبراهيم أبوجبل مسؤول العلاقات العامة في المركز أنه تم بيع جزء من التذاكر على الجمهور الذي كان تواقا للقاء الفنان الذي يمني نفسه من فترة طويلة بإقامة حفلة غنائية في المنطقة، وأوضح أنهم تعاملوا مع الموضوع على أنه إشاعة ولم يتأكدوا من الإلغاء إلا بخطاب وصلهم في ليلة الحفلة. وذكر أنهم فتحوا منافذ بيع التذاكر من أجل استرجاع تذاكر الجمهور، متحسرا على الإعلانات التجارية التي روج لها المركز في المنطقة، وكلفتهم مبالغ باهظة، على حد وصفه. نافيا في الوقت نفسه ما صرحت به الصحف والمواقع الإلكترونية أن التذاكر التي بيعت كانت كبيرة. كما رفض الفنان محمد الزيلعي الذي شعرنا من صوته بحجم الاستياء الذي يعيشه، التعليق على الأمر، موضحا أنه يتمنى منذ فترة إقامة حفلة في المنطقة التي يعتز بكونه أحد أبنائها، إلا أن ذلك لم يتحقق. وتعد هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها إلغاء نشاط فني في جازان قبل إقامته بوقت قصير، وبالسيناريو نفسه الذي أجهضت به الفعالية الأخيرة، حيث سبق أن ألغي عرض «فيلم مناحي» بعد بيع التذاكر، كما ألغيت حفلة للزيلعي الذي لازمه سوء الطالع لمرتين بعد أن تهيأ مبنى جمعية الثقافة والفنون لاحتضانها آنذاك. عدد من الجمهور في بعض المواقع الإلكترونية التابعة للمنطقة أكدوا أن بعض التيارات المتشددة هي التي تقف حائلا دون إقامة الأنشطة الفنية، في الوقت الذي تزخر فيه جازان بعدد من المواهب التي تجد فرصتها في مكان آخر، وبعضهم فسر المنع بأنه جاء تحاشيا للاختلاط، لأن مكان الغناء مفتوح. فيما بارك أحدهم هذا القرار وطالب بوجود مكثف لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المركز وتوزيع مطويات وأشرطة دعوية. وبحسب معلومات حصلت عليها «شمس» فإنه تم استبدال الموسيقى في الأوبريت الغنائي ب «آهات إنشادية» وسيقدم الفقرة أحد المنشدين المعروفين في المنطقة