أعطى مكتب الاختراعات بأمريكا فرحة السعوديين ب«اليوم الوطني» زخما إضافيا بمنح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن براءة اختراع في مجال تحلية المياه بالتقطير، بعد أربعة أعوام من تسجليها، حيث يوفر الاختراع الجديد مليارات الريالات على الميزانية السعودية حال تطبيقه، حيث بلغ ما أنفقته الحكومة السعودية على مشاريع المؤسسة العامة لتحلية المياه حتى نهاية العام المالي الماضي أكثر من 65مليار ريال، فيما بلغ ما أنفق على تشغيل وصيانة محطات التحلية ومرافقها نحو 29.463 مليار ريال. وعن الاختراع الجديد ومدى مساهمته في دعم خطة التنمية السعودية، وتشجيع الاستثمارات الزراعية أوضح قائد الفريق البحثي لذلك الاختراع رئيس قسم هندسة الطيران والفضاء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور أحمد القرني أن المشروع يركز على إيجاد وسائل مبتكرة وجديدة لتحلية المياه وذات جدوى اقتصادية أفضل، باستخدام الطاقة الشمسية والرياح التي تحظى السعودية بكميات وافرة منها «وحيث إن المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، فهناك حاجة ماسة إلى تطوير الوسائل المنتجة وتقليل التكلفة». وأشار إلى أن البحث الذي شارك فيه من علماء الجامعة كل من الدكتور أيمن قاسم والدكتور سعيد فاروق يركز على خفض كلفة التحلية، والحفاظ على البيئة باستخدام الطاقة المتجددة في مجال المياه الاستراتيجي، ووصف المقطرات بأنها تتميز بعدة مزايا، منها أنها يمكن بناؤها من موارد رخيصة ومتوفرة بسهولة، وليس لها أجزاء متحركة مكلفة في تشغيلها؛ «لذا فهي تتمتع بمتوسط عمري تشغيلي جيد «20-30 عاما» ويمكن استخدام البحيرات الطبيعية أو الاصطناعية في حالات المقطرات الكبيرة، موضحا أن الماء المستخدم يمكن أن يكون من ماء البحر أو مياه جوفية، أو من المطابخ ودورات المياه وغيرها. وأكد إمكانية التقطير الحصول على ماء نقي، وكذلك استخدام المحلول الملحي المتبقي بعد التبخر لإنتاج الملح، حيث تمتاز المقطرات بأنها صديقة للبيئة وتقلل من رفع درجة حرارة المناخ، وأشار إلى أن هناك براءات اختراع مقدمة من الجامعة سوف تمنح قريبا. وذكر الدكتور القرني أن الفريق البحثي بالجامعة يقوم حاليا بعدد من البحوث العلمية المبتكرة المبنية على التجارب المعملية، وهي جزء من مشروع مبتكر وواعد اقتصاديا، يمكن أن يوفر للمملكة مليارات الريالات خلال عقدين من الزمن، من خلال استخدام الطاقة المتجددة «الطاقة الشمسية والرياح» المتآلفة مع البيئة، مؤكدا أن الابتكار الجديد يضع الجامعة والمملكة في مركز علمي وتفاوضي متقدم للمشاركة في أي مشروع اقتصادي يستخدم هذه التقنية، حيث إن النتائج البحثية مشجعة وواعدة. وجاء الإعلان عن الابتكار الجديد بعد أيام من إعلان المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تقريرها السنوي، الذي أشار إلى تنفيذها 14 نظاما لنقل المياه المحلاة عبر شبكة كبيرة من خطوط الأنابيب، يبلغ مجموع أطوالها حوالي 4157 كيلو مترا بأقطار تتراوح ما بين 200 إلى ألفي ملم، وأوضح وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين أنه سيخصص من إنتاج هذا المشروع الكبير 400 ألف متر مكعب من المياه للمدينة المنورة و150 ألف متر مكعب من المياه و1700 ميجاوات من الكهرباء لشركتي «مرافق» و«الشركة السعودية للكهرباء»، مشددا على أهمية الحفاظ على المياه بوصفها ثروة وطنية غالية بذلت الدولة من أجل تنمية مصادر مواردها جهودا كبيرة وأنفقت المليارات لتشييد 30 محطة لتحلية المياه على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر .