توعدت مديرية الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة بالتحقيق مع أحد المستشفيات الخاصة الكبرى تحتفظ «شمس» باسمه على خلفية اتهامها بفصل أجهزة الإنعاش الطبي عن مريض، وإخراجه من غرفة العناية المركزة، وتركه بعضا من الوقت في قسم الطوارئ قريبا من إحدى دورات المياه بعد قرار شركة التأمين عدم تحملها أي مصروفات أخرى لعلاجه بعد أن تجاوزت فاتورته 250 ألف ريال خلال ثلاثة أشهر من وقت تنويمه بالمستشفى. وأضاف المتحدث الرسمي للمديرية فائق حسين ل«شمس» أنه في حال ثبوت تورط المستشفى فيما نسب إليه فسيتم اتخاذ أقصى العقوبات الجزائية بحقه، مشددا على أن حياة المرضى لا يمكن الاستهانة بها: «تعليمات وزارة الصحة واضحة وصريحة ولا تقبل أي مبررات قد تكون سببا في إزهاق نفس بريئة من غير وجه». وكانت إدارة المستشفى الواقع بأحد أحياء شمال مكةالمكرمة وجهت قسمها الطبي يإيقاف الخدمات عن المريض علي حسن الفقيه «مقيم عربي»، وإخراجه من غرفة العناية المركزة وإنزاله إلى قسم الطوارئ، كما وجهت بإرسال رسائل جوال قصيرة sms لذويه وأفراد أسرته بسرعة مراجعتها واستلام المريض من داخل الطوارئ، بعد أن رفضت شركة التأمين تحمل نفقات علاجه لبلوغه الحد الائتماني. وفور تلقيهم رسائل المستشفى هرع أبناء المريض إليه ودخلوا في مشادات كلامية مع بعض مسؤوليه بلغت حد العراك بالأيدي، بعدما عثروا على والدهم ملقى قريبا من إحدى دورات مياه بقسم طوارئ المستشفى التي حاولت إدارته بعد ذلك تدارك الأمر واحتواءه خوفا من تورطه في إشكالات قانونية بتعريضه حياة مريض للخطر بتركه ملقى دون رعاية ومتابعة طبية، على الرغم من أن تقاريره تبين تفاقم حالته الصحية وتشدد على حاجته إلى الرعاية الطبية والتمريضية المستمرة. وبينما رفض المدير الإداري للمستشفى «ع. م » التعليق، أكد مسؤول طبي بالمستشفى أنه وبناء على تعليمات الإدارة فقد أوقفت الخدمات التي كان يتلقاها المريض علي حسن الفقيه بحجرة العناية المركزة، وفصل أجهزة التنفس الصناعي والإنعاش الصناعي عنه، ووضعه في حجرة طوارئ المستشفى حتى وصول أقربائه واستلامهم له بعد مراجعة الإدارة وإنهاء ما يتعلق بالمريض. أما طبيب المريض المعالج «استشاري» فنفى علمه بإيقاف الخدمات العلاجية والطبية عن مريضه، لكنه أشار إلى أنه علم بتدارس إدارة المستشفى وضعه وطول مدة بقائه بالمستشفى دون تحسن في حالته وبلوغ فاتورته التأمينية 250 ألفا ما دعا شركة التأمين إلى وقف تحمل أي نفقات إضافية، مشيرا إلى أن وضع المريض حرج ولا علاج لما يشكو منه، حيث أصيب بثلاث جلطات بعد دخوله. إلى ذلك طالب أبناء المريض أحمد وياسين وعبدالله بتدخل الشؤون الصحية بمكةالمكرمة للتحقيق مع إدارة المستشفى في معاملة والدهم بشكل غير لائق بإخراجه من العناية المركزة إلى قسم الطوارئ وتركه قريبا من إحدى دورات المياه بعد جولة من البحث عنه داخل أروقة المستشفى. وأضافوا أن والدهم أصيب بعدة وعكات صاحبتها جلطة دماغية نقلوه على أثرها للمستشفى الذي أكد أطباؤه إمكانية علاجه من قبلهم:«بعد شهرين ساءت حالة والدنا ونفدت كل التطمينات التي كانت تقدم لنا فاقترح الأطباء منع الطعام والشراب عنه ليوم كامل بحجة أن ذلك سيكون من مصلحته لكنه دخل في غيبوبة نقلته للعناية المركزة، وتم بعدها بأيام إبلاغنا عن إصابته بجلطتين بمركز المخيخ حينها طالبنا بالتحقيق للتأكد من أسباب هذه المضاعفات». وذكروا أن المستشفى وبعد أن طالبت شركة التأمين بتقرير كامل عن الحالة وأسباب المضاعفات المستحدثة بدأ يردد أن علاج الحالة غير متوفر لديه: «لماذا لم يوضح المستشفى ذلك من البداية؟ ولماذا أخرجوه من غرفة العناية المركزة بهذه الطريقة وأهملوه وحرموه الرعاية طوال الأيام الثلاثة الماضية»؟.