فضائح الاتهامات إلى القساوسة ورجال الدين المسيحي في أوروبا وأمريكا بارتكاب الجرائم الجنسية بحق الأطفال أصبحت تزكم الأنوف، ويشير آخر إحصاء موثق في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن «260» من القساوسة في الكنائس الأمريكية تمت إحالتهم إلى المحاكمة بتهمة التحرش الجنسي داخل الكنائس وأن «167» ثبت تورطهم بالتحرش الجنسي داخل الكنائس وسوف تجري محاكمتهم. فقد نصف الشعب الأمريكي ثقته في الكنيسة، لكن الجريمة الأحدث في هذا السياق، هي ما كشف عنه أخيرا تقرير لجنة مستقلة في بلجيكا من ثبوت ارتكاب قساوسة الكنيسة الكاثوليكية للمئات من جرائم الانتهاك الجنسي بحق الأطفال، وأعرب الكاردينال «جودفريد دانيلز»، الرئيس السابق للكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا، عن صدمته إزاء ما انتهى إليه هذا التقرير. وكانت لجنة التحقيق المستقلة بمدينة لوفان الواقعة شرقي العاصمة بروكسل، أعلنت تقريرها النهائي الذي انتهى إلى وقوع «475» حالة انتهاك جنسي على الأقل بحق أطفال داخل الكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا، ووصف متحدث باسم الكاردينال ما جاء في التقرير بأنه بمثابة «صرخة ألم إنساني» كما وصف بعض هذه الجرائم بأنها «بشعة». وكانت الصحف البلجيكية نشرت بطول صفحاتها ما جاء في تقرير اللجنة، بل إن بعضها حذر القارئ من المردود السيئ الذي يمكن أن ينجم عن قراءته لهذه الجرائم، ووصف بعض المعلقين ما ورد في التقرير من جرائم بأنه ضربة قاصمة لصورة الكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا. وتجدر الإشارة إلى أن «روجر فانجيلوي» أسقف مدينة بروجا البلجيكية، كان قدم استقالته في إبريل الماضي بعد اعترافه بانتهاك عرض ابن أخيه مرارا، وقوله: «سأقيم بمكان آخر خارج الأسقفية للعزلة والتفكير في حياتي ومستقبلي»، وتم توجيه الاتهام إلى «دانيلز» بالتستر على جريمة «فانجيلوي»، وأعلن متحدث باسم الأسقف فانجيلوي أنه غادر الدير الكائن بمدينة فلاندرن الذي أقام به بعد إعلانه استقالته. وفي لندن، التقى مطلع هذا الأسبوع، عدد من ضحايا الاعتداءات الجنسية التي وقعت على يد رجال دين داخل أروقة الكنيسة الكاثوليكية، قبل عدة أيام من زيارة البابا بنديكت ال16 لبريطانيا، والتي تستمر 16 18 سبتمبر الجاري، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الضحايا الذين كانوا أطفالا وقت تعرضهم للاعتداءات الجنسية من قِبل العاملين بالكنيسة الكاثوليكية، يرغبون في جمع تجاربهم الشخصية مع الاعتداءات الجنسية في كتاب سيجمعون قصصهم وآمالهم وأحلامهم، ويقدمونه إلى البابا أثناء زيارته إلى بريطانيا، والتي ستبدأ غدا الخميس .