هيأت إجازة عيد الفطر المبارك فرصة «التقاط الأنفاس» للمتعاملين بسوق بريدة الدولي للتمور، بعد فترة نشاط طويلة خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث استقطبت السوق التجار والدلالين والمستهلكين بكثافة من مناطق المملكة والدول المجاورة، وكشفت مدى أهمية وشهرة سوق التمور الفاخرة والعالية الجودة. ووصف المتسوقون والتجار بريدة بأنها عاصمة التمور، مشيرين لاحتضانها مزرعة تعد حسب موسوعة جنيس للأرقام القياسية أكبر مزرعة نخيل في العالم، يتم ريها بالطرق الحديثة، بمساحة إجمالية تبلغ 5466 هكتارا، ويوجد بها نحو 200 ألف نخلة تنتج 45 صنفا من أنواع التمور، بطاقة إنتاجية تبلغ 15 ألف طن سنويا، بالإضافة إلى ما تصدره من أنواع الخضار، وأكبر مزرعة للدواجن في المملكة. وقال التاجر عبد الله العليان «أنا أعمل في مجال التمور منذ نحو 15 عاما، وقبل أن تقام سوق رسمية للتمور» موضحا أنه يصدر يوميا آلاف العبوات من التمر السكري يتم شراؤها من سوق بريدة الدولي للتمور، وتصدر إلى المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، حيث تباع هناك عبر عدد من الأسواق التي تم التعاقد معها، وامتدح سوق بريدة للتمور، وقال «تتميز بريدة بتمورها، كما تتميز بأنواع الخضار التي تنتجها، لذا لا غرابة عندما يطلق عليها سلة غذاء». أما الدلال عبدالله الربدي فقال «بدأت المهنة في التمور منذ فترة ودلالتي لا أراها رسمية، بل هي عبارة عن تجربة جيدة في حياتي وكسبت من خلالها الشيء اليسير، ولكنه مكسب مبارك ومرض». وأضاف «الأسعار هذا العام مرتفعة، خاصة بعد يوم 25 وتسلم الرواتب، حيث شهدت الأسعار الارتفاع نوعا ما وأعتقد أنه رغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تمور فاخرة وتستحق أثمانها، فتمور بريدة جودتها عالية وتستحق أن ندفع لها للحصول عليها». ومن جيل الشباب يشير الدلال محمد اللافي إلى أنه يزاول هذه المهنة للمرة الأولى وأنه يبيع يوميا نحو 50 سيارة من خلال عمله، وكل سيارة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق، حيث يتم البيع وهذا يأتي لكثرة التمور الجيدة والفاخرة وكثرة الطلب والعرض، وقال «إن أعلى سعر بلغته العبوة الواحدة حتى الآن 350 ريالا للعبوة». واختتم التاجر محمد العبدالله العجلان حديثه عن السوق مفيدا بأنه يعمل في مجال التمور منذ نحو 13 سنة وأن بريدة تكبر سنويا في سوقها الدولية، ولكنه يرى أنه آن الأوان لزيادة حجم السوق لثلاثة أضعاف، نظرا إلى أن السوق الحالية لا تستوعب إلا نحو 25 % من السيارات المحملة بالتمور، بينما بقيتها لا يأتيها الدور أو تنتظر طويلا، وقال «أعتقد أن السوق تحتاج إلى التوسعة الكبيرة في العام المقبل، حتى لو تطرح مساهمة، وأعتقد أنه سيكون هناك إقبال عليها لأن السوق عالمية والطلب عال ومتزايد وهذا ما يشجع على ذلك».