المفاوضات المباشرة التي انطلقت أخيرا بين إسرائيل والفلسطينيين في إطار المحاولة الرامية للتوصل إلى إقرار اتفاق بين الجانبين، بدأت نذر فشلها تتضح معالمها، فليس هناك أي ضمان بأنها سوف تكلل بالنجاح، فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة وجهها أمس إلى الإسرائيليين بمناسبة حلول عيد رأس السنة العبرية الجديدة أن هناك الكثير من المعوقات، زاعما أن إسرائيل تبذل محاولات «بحسن نية ولكن ليس على نحو ساذج»؛ للتوصل إلى اتفاق، وأن أي اتفاق مع الفلسطينيين سيكون على أساس معيارين هما الأمن والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وأشار إلى أن الأمن عنصر مهم لأن السلام لن يستمر دون أساس قوي من الأمن الحقيقي على الأرض وليس على الورق وليس كالتزام دولي ضبابي، مستطردا أن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية أمر «ضروري» لمواجهة تحديات المستقبل، وهو بهذه التصريحات المتشددة في بداية المحادثات ومطالبته بالاعتراف بالهوية اليهودية للدولة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشدة، بل ويعتبرونه أمرا ليس مطروحا للنقاش، فضلا عن الترتيبات الأمنية التي بدأت بها المفاوضات ومطالبة الإسرائيليين بوجود دولي أو إسرائيلي لمراقبة هذه الترتيبات، وهو ما يرفضه الفلسطينيون أيضا على لسان الرئيس محمود عباس في تصريحاته أخيرا لصحيفة «الأيام» الفلسطينية، حيث قال: «بالنسبة إلى الأمن فإن موقفنا الدائم هو أننا لن نقبل عندما يتم التوصل إلى حل نهائي أي وجود إسرائيلي سواء أكان مدنيا أو عسكريا في الأراضي الفلسطينية».. وهذا هو المسمار الأول في نعش المفاوضات الجديدة!