بعد جولات وصولات باعة السوبيا والسمبوسة وبقية الوجبات الرمضانية جاء الدور الآن على باعة الحلويات الذين تزدحم محالهم بأشكال وأنواع مختلفة من الحلويات المحلية والمستوردة والتي تشكل عنوان الضيافة خلال عيد الفطر الذي أوشك على طرق أبوابنا. ويحرص باعة الحلويات بالأسواق الشعبية حاليا على تنويع ما لديهم من الحلويات العادية أو الشوكولاتة والسكريات وأنواعها المختلفة كالبقلاوة وعش البلبل والمبرومة والمعمول ما يجعل المتسوقين في حيرة من أمرهم. برحة القزاز وعلى الرغم من أن محال الحلوى وبسطاتها منتشرة تقريبا في كل أسواق الطائف إلا أن تلك الموجودة في برحة القزاز من جهة مسجد العباس الشمالية تمنحها نكهة خاصة، مستمدة من تاريخية المنطقة التي تضم بنايات قديمة وباعة كبار السن. وذكر عدد من الباعة ل«شمس» أن هذه الأيام القليلة التي تسبق عيد الفطر تشكل عصب تجارتهم وتعوضهم فترات الركود الكثيرة التي يمرون بها خلال بقية العام. وقال محمد القرشي إنهم يعيشون أياما عصيبة من أجل الاتفاق مع موردي الحلويات للحصول على بضاعة جيدة خالية من العيوب والغش التجاري «نقلب البضاعة رأسا على عقب ونحرص على التأكد من تواريخ الإنتاج والصلاحية وسلامتها من أضرار التحميل حتى نرضي زبائننا». طلب متزايد وأضاف أن الطلب الآن على الحلويات بدأ في التصاعد بسرعة كبيرة وسيصل إلى قمته قبل العيد بيومين: «العادات والتقاليد المتزمتة جعلت من تقديم أطباق الحلوى في أيام العيد الثلاثة أمرا لا بد منه لدرجة أنه يطلق عليها ملكة فرحة العيد». وذكر القرشي أن الأسعار الآن أشبه بموجات البحر التي لا تعلم عنها إلا بعد أن تحاصرك، فمن الصعب التحكم في الأسعار، فبعض الزبائن لا يهتمون كثيرا ب«مكاسرة» البائع لفرحتهم بالعيد وهذا ينعكس على كل الباعة: «حتما سأرفع أسعاري لموازنة أسعار الباعة الآخرين المجاورين لي». أسعار مرتفعة أما حمدان العصيمي «متسوق» فلم يكن راضيا عن ارتفاع أسعار حلويات العيد هذا العام: « كيلوالجرام الواحد من الحلويات الصغيرة المشكلة يتجاوز 60 ريالا، بارتفاع 20 ريالا عن السابق، لكن فرحة العيد تجعل الكثيرين لا يهتمون ويعودون إلى بيوتهم محملين بأصناف وأشكال متعددة للحلويات لترتيبها في أطباق و«شيالات» خاصة لتقديمها لضيوف العيد». ولفت إلى أمر مهم ساهم في استمرار ارتفاع الأسعار وهو أن الزحام الشديد في الأسواق لم يترك موضعا لقدم أو موقفا لسيارة ما يجبر البعض على الشراء من أول محل والنجاة من إرهاق التسوق وسط الحشود. نكهة تاريخية وعن سر الإقبال الكبير على برحة القزاز أوضح العصيمي أن البنايات القديمة والحلوى المرتبطة بفرحة العيد تعيدك إلى ذكريات جميلة وتجعلك لا إراديا تزور البرحة وتتبضع منها» ووجود الباعة كبار السن يمنحك الاطمئنان لحرصهم على انتقاء بضائع جيدة وعدم لجوئهم إلى الغش. وأضاف فهد محمد «متسوق» أنه يحرص على التسوق مع أسرته قبل العيد بيومين «لانتقاء الحلويات الجيدة والجديدة لتقديمها إلى ضيوفنا في العيد مع فنجان القهوة العربية، وحتى يبتهج الصغار الذين يملؤون جيوبهم منها ويتبادلونها فيما بينهم هذه أجواء صعب التخلي عنها مهما ارتفعت أسعار الحلويات» .