مضت أربع جولات، وجماهير النصر تبحث عن نصرها الموعود، صحيح أن النصر لم يتلق أي هزيمة، ولكنه فقد أربع نقاط في بداية الطريق الطويل، وكان يمكن تقبل ذلك لو أن الفريق يقدم أداء مقنعا، خصوصا أن إدارة النصر خططت للموسم مبكرا من خلال تسمية المدرب، وتركت له حرية اختيار اللاعبين الأجانب، ومنحته وقتا طويلا للتفكير والتخطيط، ولكن حتى الآن لم يحضر النصر الموعود. من يتابع الوضع الفني للنصر، يصاب بالحيرة من قناعات زينجا، سواء من حيث منهجية اللعب العامة، أو طريقته في إدارة المباراة فنيا، زينجا ومنذ أول مباراة، يبدو أنه حن للكرة الأوروبية العتيقة، حتى ودول أوروبا تهجرها بما فيها إيطاليا، التي تعتمد على الركض في كل اتجاه على طريقة الخيول الجامحة، مع كرات طويلة ترسل بلا عنوان، والغريب أن هذا الجنوح نحو كرة الأمس لم يقفز في فكر زينجا أثناء فترة الإعداد، بل «تفرعن» في رأسه مع بداية مباريات الدوري، ولا أحد يستطيع أن يفرض عليه أي مدرسة يتبع، ولكن ليته بدأ بما تعود عليه لاعبوه، ثم نقلهم تدريجيا لركض الخيول الجامحة. شيء آخر يعيق ظهور النصر، وهو إصرار زينجا على الزج بلاعبيه الأجانب منذ بداية المباراة إلى نهايتها، بالرغم من انعدام تأثيرهم الفني حتى الآن، وهذا الإقحام سيزيد من نقمة الجماهير عليهم، خصوصا أن زينجا يختار النجوم المحليين في كل لقاء يستبدلهم، بينما المفترض أن يلعب بالنجوم، وبعد أن يطمئن للنتيجة، يشرك أجانبه ليتأقلموا تدريجيا بعيدا عن الضغوط. زينجا لا يزال يبحث عن النصر، وجماهير النصر تبحث عن زينجا وأجانبه وعن النصر الموعود.