جذب الهجوم الانتحاري الأخير في العاصمة الصومالية مقديشيو انتباه العالم مرة أخرى للدولة الواقعة في القرن الإفريقي التي يبدو أن العنف فيها لن ينتهي أبدا. وأسفر هذا الهجوم الجديد الذي شنته جماعة الشباب المسلحة عن مقتل 30 شخصا على الأقل. ويرى المراقبون أن طريق السلام ليس ممهدا في الدولة التي انغمست في وحل الحرب الأهلية على مدار عقدين من الزمان، مستندين إلى الانقسام العميق بين زعماء الحرب في المنطقة والفصائل السياسية، وإلى عدم وجود حكومة قوية قادرة على إدارة البلاد الممزقة بفاعلية. لكنهم حثوا الدول الأجنبية على توخي بالغ الحذر حال التدخل في شؤون الصومال، محذرين من أن التأثير الخارجي قد يشعل العنف بسهولة، حيث يتخذه المسلحون عذرا لشن هجمات باسم الوطنية. هجوم الفندق جاء في أعقاب قيام الاتحاد الإفريقي بزيادة قواته وإرسال أربعة آلاف جندي إضافي للانضمام إلى ستة آلاف آخرين متمركزين في العاصمة بالفعل لدعم الحكومة الهشة. وقد انغمست البلاد في حرب أهلية منذ 1991. وبدأت الدورة الحالية من العنف في 2008. وكثيرا ما وعدت الحكومة الانتقالية، والتي تسيطر على شوارع قليلة في العاصمة، بشن هجوم كبير ضد جماعة الشباب، لكنها هي نفسها تحتاج إلى حماية من القوات الأجنبية. وتشكك البعض في قدرة الاتحاد الإفريقي على إحلال السلام في الصومال بنشر مزيد من القوات. وأوضحوا أن العشائر المختلفة تميل إلى الاتحاد فيما بينها لمواجهة القوات الأجنبية حين تشعر بأنه قد تم غزو بلادها. ويأتي على رأس جدول أعمال الصوماليين في الوقت الراهن التفاوض لتحقيق المصالحة بين جميع الفصائل وتشكيل حكومة شاملة تضم جماعة الشباب. وأشار المحللون إلى أنه لن يتم التوصل إلى سلام دائم إذا استبعد أي فصيل. ويرون أن الحكومة الانتقالية وإن تكن ضعيفة يمكن أن تبقى وتمثل نقطة بداية لعملية السلام إذا منحت الفرصة. وأوضحوا أن المجتمع الدولي، في حالة التدخل في الأزمة الصومالية، لابد أن يسير بحذر شديد ويترك للصوماليين مساحة كافية للتوسط بأنفسهم.