أيام الشهر الفضيل تمضي مسرعة، هانحن ندخل في النصف الثاني من رمضان، صخب وضوضاء تحيط بنا، وجميع القنوات تعرض ما لديها وما أعدت له من العام الماضي، ما أثلج صدري هو الحضور الكبير للدراما السعودية التي باتت تسجل حضورا مهما وتصل ميزانياتها إلى أرقام لم نكن نتوقع أن تصل إليها في السنوات الماضية. ربما تشاهدون قصصا متشابهة في العقدة مختلفة في المعالجة الدرامية، وربما ستعقدون مقارنة بين ما يطرح الآن على الشاشة وبين ما تم عرضه العام الماضي، أعرف بعض المشاهدين الذين ينغمسون مع الأدوار والمشاهد التي ترتفع فيها كمية التراجيديا لدرجة البكاء مثلما يقهقهون مع كوميديا الموقف، هذه الحالة الانفعالية ردة فعل طبيعية تدل على تواصل ناجح بين الفنان والمشاهد الكريم. نحن عندما كنا صغارا كانت تجذبنا بعض المسلسلات ونجلس معا نتناقش في أدوار عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، ونحن أطفال كانت البيئة المسرحية في المنطقة الشرقية تعيش أوج عطائها والحركة الفنية تشهد نشاطا كبيرا، كنت أمني النفس أن أكون في يوم ما ممثلا، والحمدلله أنني وفقت لذلك. ولا شك في أن كثيرا من الشباب المتحمسين للتجربة الدرامية يتمنون في رمضان القادم أن يكون لهم حضور على الشاشة الفضية، وذلك ليس مستحيلا مع كثرة الأعمال التي أتاحت الفرصة لعدد كبير من الفنانين للظهور وتثبيت أقدامهم في الدراما، كل ما في الأمر أن يلغي الشاب مصطلح اليأس من قاموسه. وكل عام وأنتم بخير محبكم: سعيد قريش