قرأت قبل مدة أن دعم ما يسمى ب «أصدقاء المرضى» انخفض بنسبة 65 %، مقارنة بالأعوام الماضية. وللحق فإن شيئا لا يتبادر إلى ذهني حين يرد ذكر «أصدقاء المرضى»، أكثر من برنامج قديم، وسخيف أيضا، كان يعرضه التليفزيون السعودي اسمه «باقة ورد»، من تقديم المذيع جاسم العثمان. نشرنا أيضا قبل أيام أن «أصدقاء المرضى» المخلصين في إحدى المناطق، أهدوا مستشفى ما «شواكيش» لتكسير الجماجم و «مناشير» لشق الأوجه! وبالطبع كان الأولى تقديم هدايا مشابهة إلى ورشة نجارة وسمكرة، فحتى «أعداء المرضى» لن تخطر في بالهم فكرة شيطانية مشابهة لترويع المرضى وقصف أرواحهم بأسرع طريقة ممكنة. والحاصل أن المرضى -شفاهم الله- ليسوا بحاجة إلى باقة ورد يقدمها إليهم مجموعة من الأغراب، تحوطهم فلاشات الكاميرات التي قد تصيب المريض المغلوب على أمره والمبتسم أمام العدسات، كرها لا طوعا، بحالة من الصرع العرضي. حين يفكر المريض بلجنة «أصدقاء المرضى»، فإن ما يتوقعه ليس فريقا ينثر الورود الصناعية أو حتى الطبيعية التي لا تلبث أن تذبل بعد ساعات من الزيارة الشهرية أو السنوية، بل فريق مقاتل يجند متطوعيه لتحقيق هدف واحد، هو حصول المريض على أفضل خدمة طبية. أنا أفهم الأمر كالتالي: ما يحتاج إليه المريض، ليس زيارات فارغة تكدر عليه صفو لحظات راحة قليلة، بل زيارات لمكاتب المديرين الطبيين وعيادات الأطباء وغرف الإنعاش والعمليات والمختبرات، للتأكد من تحقيقها أعلى درجات الجودة، وفضح أي مخالفات قد تؤدي إلى خلل في تقديم الخدمة للمريض. هذا ما يفعله الأصدقاء الحقيقيون، وحين يتحول اسم اللجنة إلى «عشاق» المرضى، حينها تصبح الورود وعلب الشوكولا والسلام والابتسام والمواعيد واللقاءات، أمرا مبررا ومفهوما لكل «أصدقاء الحب» والمرضى أيضا.