أصرت الشؤون الصحية بمنطقة القصيم على خذلان 11 ألف نسمة يسكنون حي الرفيعة «شرق بريدة» وذلك عندما شرعت في إنشاء وتشغيل الموقع الجديد للمركز الصحي دون النظر إلى مطالبهم، فيما شهدت مدة إنشاء المركز التي استغرقت عاما كاملا عدة اعتراضات من قبل المواطنين على الموقع باعتباره يقع خارج الإطار السكاني ولا يخدم أهالي الحي خصوصا شريحة كبار السن الذين يعتبرون الأكثر مراجعة للمركز الصحي سيرا على الأقدام، لكنهم لن يتمكنوا من ذلك بعد انتقال الموقع. وكانت الشؤون الصحية بمنطقة القصيم تناولت اعتراض المواطنين بالقبول تارة وبالرفض أخرى، حتى وصلت الشكاوى إلى المدير العام الدكتور صلاح الخراز الذي أكد بعد لقائه عددا من سكان الحي في وقت سابق أن موقع المركز الجديد لا يخدم السكان حتى بعد 10 أو 15 عاما مقبلة، واعدا إياهم بحسب المواطن علي الزمام الذي كان حاضرا بحل المشكلة بصورة ترضي جميع الأطراف. واستطرد الزمام: «استغربنا من موقع المركز الجديد الذي يقع خارج النطاق السكاني فكافة المراكز تقع في أواسط الأحياء لأنها تخدم السكان وخصوصا الذين يعتمدون عليها كثيرا في حياتهم مثل مرضى السكري والضغط والأسنان والنساء الحوامل، ولذلك سيكون أمام السكان صعوبة في مراجعة المركز وخاصة كبار السن الذين يتطلب حضورهم إلى المستشفى يوميا». وأشار إلى أنهم راجعوا الصحة كثيرا مطالبين بتغيير الموقع: « حصلنا على وعد الدكتور الخراز بالعمل على حل المشكلة بعد اعترافه بأن الموقع لا يفيد السكان، وأكد أنه سيكون هناك توجه لاستغلاله في منشط صحي آخر، وقد اقترحنا عليه حينها أن يكون الموقع خاصا بالأسنان يخدم سكان شرق بريدة». فيما استغرب سعود العبداللطيف أن يباشر العمل بالمركز الصحي الجديد وهناك معاملة قضائية لدى المحكمة الإدارية «ديوان المظالم سابقا» تقدم بها سكان الرفيعة اعتراضا على الموقع الجديد: « تقدم متبرع بأرض مناسبة لإقامة المركز وقمنا بمراجعة أمانة المنطقة لاستخلاصها للشؤون الصحية، وفعلا ضمنت الأمانة الأرض لهذا الغرض وهذا دليل على تعاون المواطنين مع صحة القصيم لأجل الصالح العام حيث من المنطق أن يكون المركز الصحي وسط الحي حتى يفي بحاجات السكان مثل كبار السن «رجالا ونساء» الذين تعودوا زيارة المركز يوميا لمراجعة سير معدلات السكري وضغط الدم ولا يحتاجون للتنقل بالسيارات لقرب المركز المستأجر من منازلهم». وطالب العبداللطيف صحة القصيم بالعمل بعد قرار المحكمة الإدارية وتنفيذ متطلبات السكان خاصة أن الدكتور صلاح الخراز كان مقتنعا، حيث أفادنا بعدم جدية الموقع الجديد لبعده عن السكان؛ لأن برامج المركز وضعت لخدمة المراجعين. واعترض المواطن إبراهيم العليان على تشغيل المركز بشكل مفاجئ: «بينما كان السكان ينتظرون قرارا يثلج صدورهم باعتماد الأرض الممنوحة من أحد المواطنين وخصصتها الأمانة للصحة لغرض إنشاء المركز، فاجأتنا الصحة بتشغيل المركز في موقع بعيد عن الحي». وامتدح العليان تعاون المواطنين في سعيهم لإيجاد أرض للمركز حتى قبل أن تبادر الصحة بإنشاء المقر الجديد وكذلك مساعيهم في تخليصها للصحة وأيضا في مطالبتهم باعتماد الموقع المقترح: «للأسف لم تتعامل الصحة مع هذه المجهودات وتواكب متطلبات السكان المعنيين بالشأن»، موضحا أن اعتراضهم على الموقع الجديد سببه عدم تلبية متطلبات الأهالي. يشار إلى أن مركز صحي حي الرفيعة في بريدة بدأ رسميا في استقبال المراجعين والمستفيدين في مبناه الجديد الذي يقدم خدماته الطبية والتوعية لأكثر من 11 ألف نسمة، ويأتي هذا المركز ضمن مجموعة من المباني الحديثة التي تم تدشينها بالمنطقة أخيرا ضمن مشروع حكومي كبير لإنشاء ألفي مبنى على الطراز الحديث لمراكز الرعاية الصحية الأولية بالمملكة في سبيل الاستغناء عن المباني المستأجرة .