يستعد المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجوين للموسم الجديد بشكل يختلف كثيرا عن مواسمه السابقة مع ريال مدريد، بعد أن أصبح رأس الحربة الأساسي للفريق وهو ما دلل عليه في المباريات الودية التي يخوضها النادي الملكي حاليا. وفي سن ال22، يواجه هيجوين الموسم الجديد بالشيء الذي كان يفتقده خلال مشواره في ريال مدريد: مدير فني يمنحه الثقة كأساسي من البداية. فالحقيقة أن الأرجنتيني أصبح منذ وقت طويل أكثر من مجرد موهبة مبشرة. أنهى ريال مدريد الأحد الماضي جولته في أمريكا، وكان هيجوين واحدا من أبرز لاعبي الفريق بعد أن سجل ثلاثة أهداف في مباراتين، فضلا عن صنعه العديد من الفرص الأخرى الخطيرة وتشكيله ثنائيا رائعا مع البرتغالي كريستيانو رونالدو. وفي المباراة الأخيرة، أمام لوس أنجليس جالاكسي، حول ريال مدريد تخلفه صفر /2 إلى فوز 3/2 في الشوط الثاني بعد الدفع بفريق أساسي ضم هيجوين بين أفراده. وتمكن الأرجنتيني من إحراز هدفين، جاء ثانيهما بمهارة رائعة، وألغى له الحكم هدفا ثالثا لا تشوبه شائبة. وأنهى المهاجم الجولة الأمريكية وهو الهداف الأول للفريق لكنه لا يكتفي بذلك، حيث قال بمجرد عودته إلى مدريد «إنني سعيد بذلك الأمر، لكنني الآن أود أن أكون هداف الدوري». ولا يمثل ذلك تحديا صغيرا، فهيجوين يتحدث عن التفوق على ليونيل ميسي على سبيل المثال. وفي العام الماضي أحرز لاعب برشلونة 34 هدفا في الدوري الإسباني بفارق سبعة أهداف أمام هيجوين. لكن إذا كان هناك ما يميز هيجوين خلال أعوامه الأربعة مع ريال مدريد فهو طموحه ورغبته في التفوق على أي عائق وكفاحه الذي لا يتوقف من أجل انتزاع تحديات جديدة. أحد تلك التحديات كان اللعب أساسيا، الأمر الذي لم يكن أصعب عليه منه في الموسم الماضي، عندما بدأ الموسم خلف راؤول رمز الفريق وكريم بنزيمه الصفقة المليونية الجديدة. إلا أن هيجوين تفوق على كلا اللاعبين وشغل مركز المهاجم الأساسي وأنهى الموسم كأفضل هدافي الفريق. والآن رحل راؤول، فيما لا يزال بنزيمة غير قادر على تلبية التوقعات الكبيرة المنتظرة منه. لكن تلك لا تبدو المنافسة الوحيدة التي تنتظر هيجوين في موقعه، بعد أن طالب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق في أمريكا بضم مهاجم جديد إلى صفوف الريال. وقال المدرب «ريال مدريد لا يمكنه أن يلعب عشرة أشهر بمهاجمين فقط. لا بد من أن نتمتع بقدر كبير من الحظ كي لا يتعرضا لمشكلات». وبعث البرتغالي بذلك رسالة واضحة إلى ناديه. لكن السؤال هو: هل يجد ريال مدريد مهاجما يرضي جماهيره ويقبل الجلوس احتياطيا؟ ذلك لأن هيجوين يبدو وقد عرف مكانه.