بعد مضي أكثر من خمسة أسابيع على الإجازة الصيفية، بات من المعتاد مشاهدة المعدات والعمال في شوارع المدن السياحية، التي تزامنت مع قدوم السياح والزوار خلال موسم الصيف، ما خلق أزمة خانقة في عدد من الشوارع خاصة بالقرب من الميادين وفي المرافق السياحية الأمر الذي انعكس سلبا على المصطافين والمتنزهين وكأنه صيف مع الأشغال الشاقة، في وقت يتخوف الكثيرون من مضاعفة الزحام في شهر رمضان المقبل. في مدن سياحية مثل أبها والباحة والطائفوجدة تعلن الأمانات والبلديات استعدادات عكس عقارب الساعة بالنسبة إلى مؤشر السياحة من ناحية ورمضان من ناحية أخرى، في وقت يطمح السائح والزائر لصيف خال من العراقيل والعوائق والمنغصات. حتى مشاريع التشجير وتزيين الشوارع والرصف والتزفيت، تقف بالنسبة إلى السائح والزائر على قائمة منغصات الصيف، والتي تشكل عبئا إضافيا وعائقا غريبا يغتال فرحة الزوار ويقلص من تطور السياحة الداخلية. في شارع حائل أحد أهم الشوارع الحيوية في جدة وقف عدد من العمال معطلين حركة السير من أجل تشجير الشوارع وتزيين الميدان المقابل ما أدى إلى عرقلة حركة السير وتوقفه مرات متكررة، الأمر الذي اعتبره سلمان الوليدي القادم من النماص، رغم أهميته، عملا غير مرغوب فيه: «جدة مدينة سياحية، وكنا نطمع أن يكون صيفها خاليا من المنغصات، إلا أنها كالمعتاد، تخلل الصيف العديد من المشاريع وأعمال البنية التحتية، وبالتالي ازدادت الاختناقات وتضاعفت مشكلات السير، إضافة إلى أن العمل يأتي متأخرا، فأين الجهات المعنية من التبكير في تنفيذ مثل هذه المشاريع؟». تضارب المصالح ويعتقد عمر السهلي من أهالي المدينةالمنورة الذي فضل السكن في شمال جدة؛ لتجنب زحام المشاريع، أن الصيف في جدة هذا العام باهت، والسبب في ذلك الزحام في الشوارع الرئيسة: «الزائر لمدينة كبرى مثل جدة يصطدم بجملة من العوائق تتمثل في تأخير غير مبرر لمشاريع رصف وسفلتة وتشجير، تتزامن مع قدوم ملايين السياح للسياحة الترفيهية والدينية، وهذا أمر يعد عائقا كبيرا، وعادة ما نجده أيضا في مدن أخرى مثل أبها والطائف». تعكير الأجواء وفي العاصمة المقدسة استاء عدد من عابري طريق الهدا من مشاريع التزفيت التي يخضع لها الطريق منذ شهر تقريبا، حسب تأكيدات علي حمدان من أهالي الطائف، الذي تعرضت سيارته إلى تلفيات خلال سفره من مكة إلى الطائف، بعدما فوجئ بأعمال سفلتة قرب حي العوالي ما أدى إلى انحرافه عن مسار الطريق، وتعرض مركبته لبعض التلفيات: «وجود أعمال متواصلة خلال الصيف، وتزامنه مع توجه الآلاف يوميا إلى مكة لأداء العمرة أو زيارة الحرم المكي، يعد أمرا سلبيا، ومن العوائق التي نصطدم بها صيفا، فالكل يريد صيفا خاليا من المشاريع، فيكفي أننا العام كله نسير وسط الآليات والمعدات المختلفة نتيجة الإصلاحات أو تنفيذ مشاريع، ومن الأجدى توفير جدول زمني محدد لتنفيذ هذه المشاريع». واستغرب حمدان من مشاريع تزيين الشوارع التي كان في إمكان الجهات المعنية تنفيذها في شهور على طوال العام: «طريق الهدا السياحي يخضع لإعادة تشجير الحدائق متزامنا مع دخول الصيف، وازدحام الزوار، فكيف للزائر أن يسعد، وأن يحقق أهدافه من رحلة سياحية تكلفه كثيرا وتعكر عليه وعلى عائلته أجواء الصيف». إيقاف ممنوع لكن المدير التنفيذي للتنمية السياحية في منطقة عسير عبدالله مطاعن يعتبر أن المشاريع المهمة في المناطق يجب أن تستمر وفق عقود ومدة تنفيذ، ومن الصعب إيقافها، وعلى العكس فإن هذه المشاريع تتم وفق آلية تنموية وستعود مستقبلا بالإيجاب على أهالي المنطقة، وعلى زوارها: «هي مشاريع بنية تحتية، وبالتالي لا بد أن يتحمل السياح وجود مثل هذه المشاريع، التي تعد أولا وأخيرا ضمن منظومة البناء والنماء للمدن وتنعكس على تنمية السياحة مستقبلا، وهي تتلاشى مع الوقت؛ لأن لها فترة زمنية وتسهم إسهاما كبيرا في دفع التنمية في المدن كافة». مشاريع مهمة شدد مسؤول في أمانة جدة على أهمية تلك الأعمال وحيويتها، وارتباطها ببعض المشاريع، وبعدة بنود، لعل من أهمها وجود مدة للتنفيذ ولو تم إيقافها لاختلت بنود العقود المبرمة: «بعض الأعمال مهمة، ولكن المشكلة تكمن في مشاريع البناء والمشاريع التي تتم عن طريق الأفراد قرب المواقع التجارية أو المأهولة بالسكان، أو تلك المواقع السياحية مثل توسعة المجمعات أو تنفيذ مجالات تطويرية فيها أوقات الصيف، ويجب مراعاة الأمر وفق راحة الزوار والعمل في مشاريع البنية التحتية لأهميتها وضرورة التسريع في إنجازها» .