يملك راي لحود سيرة مهنية طويلة ومميزة في العمل الحكومي، وهو أول أمريكي من أصل عربي ينضم إلى فريق الرئيس باراك أوباما. ومع أن أكبر أبنائه عمل بنشاط واضح مع حملة المرشح الجمهوري جون ماكين ضد أوباما، وفي ولاية إلينوي خلال الانتخابات الرئاسية، إلا أن الأخير وضعه على رأس المرشحين لتولي منصب وزاري. وكان لحود يود أن يكتب مذكراته وتجربته نائبا في الكونجرس، ولكن قرار أوباما جعله يطوي هذه الفكرة. ورغم تعامله المحدود مع قضايا المنطقة، إلا أن كثيرين من العرب يرون أن لحود سيكون له تأثيرعلى تعامل إدارة أوباما مع هذه القضايا. ينحدر راي لحود من أصول لبنانية، ومع ذلك فإن معرفته باللغة العربية لا تتعدى بضع كلمات. وهاجر جده إلى أمريكا قاصدا ولاية إلينوي عام 1895، ودخلها عبر جزيرة إيليس التي كانت مركزا لعبور المهاجرين في نيويورك. ونجح في الانتقال بمهنته إلى هناك، حيث افتتح ملحمة خاصة به، قبل أن ينتقل إلى بيوريا ويفتتح مطعما صغيرا حمل اسمه وتخصص في بيع المأكولات الأمريكية. بدأ لحود، 65 عاما، الذي يحمل درجة علمية في التربية وعلم الاجتماع من جامعة برادلي، حياته مدرسا في الثانويات العامة بمدينة بيوريا في ولاية إلينوي مسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى العمل في روك آيلاند مديرا لمكتب شؤون الشباب ومساعدا لنواب جمهوريين في مجلس الشيوخ. وذاع صيت لحود، الذي زار لبنان 13 مرة بصفته الرسمية، حين ترأس داخل مجلس النواب لجنة التحقيقات التي خضع لها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، في ما يتعلق بفضيحة مونيكا لوينسكي الشهيرة. وفي عام 1982 انخرط في غمار العمل السياسي، حيث كان عضوا في مجلس نواب ولاية إلينوي. وانضم منذ بداية مشواره إلى الحزب الجمهوري. وفي عام 1994 عندما حقق الجمهوريون فوزا ساحقا في الانتخابات، كان لحود أحد الذين فازوا. ولحود، النائب من ولاية إلينوي الذي كان عضوا في لجنة المواصلات والبنية التحتية بمجلس النواب، هو ثاني جمهوري يعينه أوباما في حكومته ديسمبر الماضي. والجمهوري الآخر هو وزير الدفاع الحالي روبرت جيتس الذي كلفه أوباما بالبقاء في منصبه. وأوضح أوباما «عندما بدأت عملية التعيينات أكدت أنني ملتزم بأن أجد الشخص الأفضل للمنصب بغض النظر عن الحزب. وتعيين لحود يعبر عن روح تضافر الحزبين، وهي روح نحن بحاجة إلى استعادتها في هذا البلد كي نحقق التقدم للشعب الأمريكي». وروى لحود جوانب من حياته الدراسية والعملية بكل صراحة أكثر من مرة «بدأت العمل في مطعم خلال دراستي الثانوية، وكان سني 16 عاما، وبعد ذلك عملت في بقالة لترتيب البضائع. وفي المرحلة الجامعية عملت في محطة للوقود. ولم تكن عائلتي تملك الكثير من المال». وأضاف «كان طموحي أن أكون مدرسا، ومارست هذه المهنة التي أراها رائعة لمدة ستة أعوام. لكنني تمنيت أن أكون جزءا من الحكومة التي منحتني فرصة لخدمة الناس». وسبق لأمريكيين عرب أن خدموا في عدة مناصب وزارية بالحكومة. فقد عين الرئيس جورج بوش الكبير جون سنونو رئيسا لهيئة موظفي البيت الأبيض. وكانت دونا شلالا وزيرة للصحة في حكومة الرئيس كلينتون .