لم يعد سن المراهقة ومتابعة الشباب لأحدث التقليعات يقتصر على آخر الماركات من الملابس، بل تطور الأمر بهم إلى ما قد يقلق أسرهم التي أصبحت تدفع ثمن متغيراتهم وتعيش المرارة معهم عند الحاجة الماسة لخدماتهم، فهاهم الشباب يعبثون بسياراتهم من خلال القيام بإنزال السيارة بشكل غريب إلى درجة ملامستها للأرض، وعند سيرها لا بد من قيامها بعمليات الهز يمينا ويسارا بمشاركة البعض من المغلوب عليهم من الأسرة والموجودين مع ابنهم في تلك السيارات مما يجعلهم في حرج شديد من ركوبها ومن ابنهم. فهد. ز، 21 عاما، يرفض تدخل الآخرين في شؤونه الخاصة، مؤكدا أن ما يقوم به شأن يخصه وحده فقط، وأنه لن يجرؤ أي شخص يوما من الأيام أن يغمز لعائلته بأي كلمة تخدش الحياء: «أنا شاب أحب التقليعات وكل ما هو جديد في السيارات، بل وأبحث عن كل ما يلفت النظر، سواء في محال الزينة أو الورش وعبر الإنترنت، وهذا شيء أحبه ويخصني وحدي، فهناك من يهوى السفر، ومن يهوي أمورا لا يحبها المجتمع، فما المشكلة في هوايتي لإنزال سيارتي بهذا الشكل؟!»، قاطعناه: ولكن هيئة السيارة وهي تسير مخجلة؛ إذ إنها تتمايل و«تنغز»، فمنظرها مخجل جدا، خاصة عندما تكون هناك نساء في السيارة، أجاب بغضب: «ومن يستطيع أن يتحدث عن عائلتي بكلمة؟! فهذه موضة ولا أرى أنه يحق لك أن تخرج عن طور الموضوع وتدخل الأسر فيه على حد زعمك، فهذه تقليعة جديدة وأحببتها، ولست مجبرا على إقناعك بحبها أنت والآخرين». سخرية مقلقة من جهة أخرى، لم تخف خلود مدى حرجها من اليوم الذي تخرج فيه مع شقيقها في السيارة: «والله أصبحنا نخرج مع شقيقي للحاجة الماسة فقط، كالذهاب للمستشفى أو التسوق لشراء الضروريات، متنازلين عن كثير من الأمور التي نحتاجها من ترفيه أو ما شابه ذلك، والسبب تلك السيارة المخجلة التي تجعلنا كالعلك في أفواه الآخرين من خلال الحديث عنا، وأنا والله لا ألومهم وإنما ألوم شقيقي الذي فضل راحته على حسابنا، فمنظرنا أثناء السير مخجل، فماذا تتوقع من الناس عندما يشاهدون فتاة في سيارة تتراقص يمينا ويسارا وتصعد وتنزل بسبب التقليعة التي تجبر السيارة على السير بهذه الطريقة؟! ومع الأسف، فعلى رغم ما نصحه والدي وغضبت والدتي وقاطعه إخوته، إلا أن شقيقي لا يزال يصر على إبقاء السيارة بتلك التقليعة الفاشلة». دخل رائع أيلي، العامل الفلبيني في إحدى الورش، رفض التصوير بحجة أن ما يقومون به من تقليعات للشباب ليس بضحك على الذقون بقدر ما هو لقمة عيش: «كثيرا ما يزور الشباب ورشتي للقيام بعملية إنزال السيارة حتى تسير بشكل رائع، حيث تتمايل أثناء سيرها وتتراقص، وبالفعل توجد العديد من الورش في هذه المنطقة تقوم بنفس العملية، ولكني أتميز عليهم بمقدرتي على وضع وزنية معينة من خلال التلاعب باليايات بطريقة جيدة والإبقاء على المساعدات لفترة طويلة لدرجة تصل إلى خمسة أشهر، ومن بعدها يقوم بتغييرها، وهذا سر المهنة، بينما بعض الورش لا تتجاوز فترة ضمان بقاء السيارة بها على حالها الجديد سوى شهر واحد، ومن ناحية المبلغ فأنا لست طماعا فكل ما آخذه على السيارة الصغيرة 300 ريال والكبيرة بين 500 و600 ريال لا أكثر»