لم يتفق الناس قط حول تحليل كل شيء جديد، بل لم يزالوا يعارضون كل جديد ما دامت فيه جدته في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية. يقول روبرت كينيدي: «خمس الناس يعارضون كل شيء طوال الوقت»، وإن كنت أرى النسبة أكثر من هذا، خصوصا في كل التخبطات المشروعية العامة والخاصة. فمثلا عندما نتحدث عن نظام «ساهر» والحملة الشعبية المعارضة له، نجد أن هناك المعارض دائما لكل جديد، ولكن الأغلبية العظمى لم تعارض لأجل المعارضة فقط– كما يزعم أنصار هذا المشروع- ولا أدل على ذلك من خلال تطبيق نظام «ساهر» عندنا في القصيم، فقد كان مقررا في رمضان من هذه السنة إلا أنه قدم لمنتصف هذا الشهر– شهر شعبان- ولا وجود لأي داع أو دافع لهذا التقديم إلا أن أحد من يعشقون التخبط والعشوائية وعدم احترام النظام ولا المواعيد رأى أنه من الأفضل أن يقدم فتح نظام «ساهر» لحفظ الدماء. ولم ير سعادته أن الأولى والأحرى به أن يستغل بقية هذا الشهر في التوعية والنشر والتنبيه والإرشاد لهذا النظام وطريقة التعامل معه. واكتفى باختراع لم يسبق عليه أن يضع لكل طريق سرعة محددة تبدأ من 40 كم بالساعة إلى 110 كم، وبين هاتين السرعتين وضع لبعض الطرق سرعة 60 كم، وبعضها مما يستوجب على كل أصحاب السيارات إجراء «اختبار القياس والتقويم» في الرياضيات والهندسة لمعرفة كل طريق وسرعته! ومع هذا الاختراع الفريد من نوعه وقلة التوعية، بل لا تزال بعض الطرق على لوحاتها القديمة بسرعة «120 كم» التي حددت الآن بسرعة 110كم- مع هذا كله- يقال لأصحاب المشروع: لا تلقوا بالا لأحد فكله يعارض كل شيء بلا سبب! هل هناك أكبر من هذه الأسباب؟! قد يجوز لنا أن نقول في ظل هذه التخبطات: إن المواطن والمقيم هما الضحية الأولى لمثل هذه الاختراعات غير المسبوقة، ولسان حالهم يقول ل«ساهر»: لكل جديد لذة غير أنني.. وجدت جديد الموت غير لذيذ