عندما نتحدث عن الفن الأصيل فلا نستطيع ألا نذكر الجوهرة الحزينة ذلك الفنان الموسيقار الرائع عبادي الجوهر، الذي أذهل الناس بغنائه وألحانه الجميلة العبقرية، فعلا إنه عبقري الفن مهما طال الزمان، فما زالت أغانيه القديمة كأنها حديثة، ولا نمل منها، فلقد اختار أروع الشعراء كتابة، حيث تغنى بشعرهم ولحن بعضها وأبكى بإحساسه المرهف جمهوره وأفرحهم وأطربهم، ولكن رغم أنه موسيقار له مكانته في الفن، إلا أن التواضع من صفاته وحبه الكبير لجمهوره والتواصل معهم إن كان بالمنتدى أو الاتصالات الهاتفية، كما أنه الفنان عبادي الجوهر لا يسعى أبدا إلى المادة كبقية الفنانين، وإخلاصه للفن هو ما يسعى إليه، فهكذا يذكرنا بالفنان الراحل صوت الأرض طلال مداح فهو أيضا أحد تلاميذه وإن كان الراحل على قيد الحياة كان له الفخر لما وصل له تلميذه ونحن أيضا كجمهور ومتذوقين للفن نفتخر حقيقة بأن يكون معنا وبيننا فنان عربي عملاق. وقد حصل لي موقف شخصيا لن أنساه مدى مسيرتي في كتابة الشعر، كنت على الهاتف أتحدث مع الأمير فيصل بن يزيد عن رأيه عن قصيدة كتبتها فقال لي: عندما تكتب قصيدة غنائية استمع إلى أغنيتين للفنان عبادي الجوهر، واكتب قصيدتك، وهذا يدل على أن الموسيقار عبادي الجوهر لديه حس كبير في اختيار القصائد والتعاون مع أجمل الشعراء، وأكبر مثال تعاونه الأخير مع الشاعر الشاب علي الغامدي، ولن ننسى أيضا غناءه للفن الأصيل سواء كان المصري أو بعض أغاني الراحل طلال مداح، فيبدع بها. أمنية أخيرة أتمنى أن أرى مدرسة الأستاذ عبادي الجوهر وهو يشرف عليها لكي نجد جيلا جديدا من الإبداع. عبيد الله المالكي. الدمام