صاح رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو في أعضاء المجلس قائلا: «الهدوء! الهدوء! أرجو الهدوء!» في محاولة منه لحفظ النظام في المجلس، بل إنه اضطر فيما بعد إلى مناشدة نواب المجلس عدم الصياح بكامل طاقتهم أثناء الحديث «حرصا على صحتهم». فيما يتعلق بأمر الضوضاء في المجلس فإن بيركو قد ضاق ذرعا بصياح زملائه «ذلك الصياح الذي تعد أصوات الفوفوزيلا التي استخدمها مشجعو كأس العالم إلى جانبه بمثابة همس بعيد». وتقع على عاتق بيركو مسؤولية الحفاظ على سير النقاشات في المجلس بسلاسة ودون مشكلات ما دفعه أخيرا للمطالبة باعتماد وسائل نظامية في البرلمان على غرار البطاقة الصفراء والحمراء المستخدمة في الملعب. ولا غرابة أن يحدث بيركو نفسه قائلا إن على نواب المجلس أن يحافظوا على صحة حلوقهم وأصواتهم، وذلك بهدف تحقيق «المزيد من الأدب والقليل من الضوضاء والقليل من الأسئلة التي يصاحبها التوبيخ». واضطر بيركو أخيرا إلى توبيخ أحد النواب لأنه وصف وزير التعليم البريطاني مايكل جوف بأنه «قزم مثير للشفقة». وكان أحد النواب هاجم بيركو نفسه قبل ذلك بأيام قائلا إنه «قزم غبي»، وكان وزير الصحة البريطاني سيمون بيرنس هو الجاني هذه المرة. ومن أكثر الإهانات شيوعا في مجلس العموم البريطاني كلمة «كذاب» وكلمة «وغد» و«منافق». ويراهن بيركو على التليفزيون في نجاح اقتراحاته الرامية إلى حفظ النظام في مجلس العموم على اعتماد بطاقات إنذار وبطاقات إخراج من المجلس. وليس من حق كاميرات التليفزيون في الوقت الجاري تسليط الكاميرا إلا على النائب الذي أعطيت له الكلمة، وذلك بهدف الحيلولة دون أن ينظر جميع البريطانيين إلى أحد النواب وهو يضع إصبعه في أنفه عند شعوره بالملل دون أن يدرك أن الكاميرا مسلطة عليه. ولكن بعض النواب يستغل غياب الكاميرا في توجيه الإهانات لنائب آخر عبر لغة الإشارة. ويسعى بيركو للسماح بالمزيد من الكاميرات في المجلس وأروقته لمنع هؤلاء المسيئين من توجيه الإساءة لغيرهم.