في دراسة أوروبية حديثة أجراها مستشار الزواج جاري نيومان: «هناك 1 من 2.7 من الرجال يخونون زوجاتهم والأدهى أنهن لن يعرفن عن هذه الخيانة!». ويبدو أن هذه الدراسة على درجة كبيرة من المصداقية، فحتى قصور الرئاسة لم تسلم من هذا التسلل فهذه روز كينيدي المرأة التي أنجبت عددا من القادة السياسيين من بينهم رئيس الولاياتالمتحدة، وسخرت حياتها لأبنائها ال 12 حتى أنها أخفت عن الجميع أن زوجها كان يلاحق النساء، بل إنها ذهبت مع صديقته للتسوق إسكاتا للإشاعات! حتى قال عنها ابنها جون، رئيس الولاياتالمتحدة: «إنها كانت الصمغ الذي ألصق العائلة ببعضها». وأصدرت قرينة الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران كتابا بعنوان «كلمة كلمة»، تطرقت فيه إلى وجود «امرأة الظل» في حياة زوجها الذي لازمته ربع قرن، وأنجبت منه ابنة، كما اعترفت في الكتاب بأن «السكوت» عن مغامرات زوجها لا يعني أنها كانت تجهل ما يجري وراء ظهرها لكنها قبلت أن تقف بجانب هذه «الأخرى» في جنازة ميتران، ووقفتا تودعانه إلى مثواه الأخير، بناء على وصيته. واعترفت هيلاري أيضا في مذكراتها «التاريخ الحي» بأنها استعانت بصديق بغرض الاستشارة لمساعدتها في تجاوز تلك الأيام المظلمة التي تصفها بأنها «أكثر تجربة مدمرة ومروعة وجارحة في حياتي». أما ردة فعلها مع زوجها الرئيس الأمريكي عندما اكتشفت علاقته مع المتدربة الشابة مونيكا لوينسكي، فتلخصت في أنها طردته من غرفة الزوجية فنام على أريكة الصالة شهرين. هذه العقلانية لم تدركها ديانا سبنسر التي عاشت حياة قاسية من جراء وجود «الأخرى» في حياتها، إلى درجة قادتها إلى الحزن والانطواء ودهمها مرض البوليميا «اضطراب الشهية». وكان تأبينها من قبل ألتون جون بالأغنية الشهيرة: شمعة في مهب الريح، وهي الأغنية القديمة التي أهديت أساسا لامرأة ممن يصنفن تحت قائمة «الأخرى» وهي مارلين مونرو في علاقتها المعروفة مع الرئيس الراحل جون كينيدي! فإذا أدركت سيدتي أن هذه هي حال الرجال وأن هذه «الأخرى» قد تقتحم منزلك المتواضع ما دامت قادرة على اقتحام قصور الرئاسة، فهل ستصرخين: اقتلوني ومالكا.. واقتلوا مالكا معي؟ أم أنك ستتعاملين مع الأمر بجدية، ولن تهملي التساؤلات الفضولية التي تمر بك؟ فإن حدث ما توقعته، فلا تكوني أبدا «مطفأة» لمغامراته بحيث لا تحملين منه سوى «أعقاب» خياناته بل كوني «الأخرى» مع نفسك. تصالحي مع ذاتك، واقتحمي أغوار وحدتك، ثم ادرسي «خريطة الطريق» لحياتك وتعرفي على مكامن الضعف فيها وافتحي «معابر» في حياتك لأمور كثيرة جميلة! وأخيرا، جملي حديقتك بأزهار «الشغف والتسامح والتفاؤل، ولا تسمحي لأحد أن يقطف منها ثمار «البهجة». فوزية الخليوي