أتعاطف مع فريق العمل النصراوي، بل إنني في الكثير من الأحيان أشفق عليه، لأنه بكل بساطة يعمل في أجواء ملتهبة، ومن أراد أن يعرف سخونة هذه الأجواء، فليتابع ردود الأفعال على نتيجة مباراة النصر مع فريق يوفنتوس الإيطالي، وهي المباراة الأولى التي يخوضها النصر في معسكره الإيطالي.. البعض هاجم الرئيس وأعضاء إدارته، وهؤلاء مواقفهم معروفة وتوجهاتهم مقروءة، البعض الأخر شنع بالتعاقدات وطالب برأس زنجا، وأصدر أحكامه السلبية على نصر الموسم القادم، نتيجة وقوعه في فخ التوقعات الحالمة، التي نصبت ما بين معارضة تستدرج وتنتهز، وبين من ذهبوا ضحية الأمنيات المرسومة في الأخيلة الحالمة.. غياب الوسطية في النصر مشكلة حقيقية، فالصورة المعروضة لا يوجد فيها إلا الأبيض المعمي أو الأسود المحبط، بينما الحقيقة غير ذلك تماما، فالنصر لا يزال في بداية معسكره الإعدادي، وقد يخسر جميع لقاءاته الودية، بل حتى تعاقداته قد لا تنجح جميعها، وهذه الاحتمالات ليست حكرا على النصر، بل هي احتمالات متوقعة في عالم كرة القدم.. بعد المباراة بحثت عن استقراء مبكر لكينونة النصر في الموسم القادم، ولكن بكل أسف، الجميع تمترس خلف مواقفه التقليدية، وأصبح يهاجم الآخر، عبر فرضيات تعزز موقفه، فالمحبطون قتلوا كل الأحلام، والمزايدون زخرفوا قادم الأيام.. النصر يحتاج إلى شيء من الهدوء، الذي لن يجده في ساحة سجال ملتهب بين فريق وضع ما يسميه مصلحة النصر رأس حربة لهجومه الناسف لمسيرة النصر، وبين فريق يدافع بعشوائية غير مبررة، خصوصا أن معالم صورة نصر 2011م لم تتضح بعد، فالوقت لا يزال مبكرا لقراءة كل التفاصيل.. إن أردتم لنصركم أن يعود، تجنبوا الأحكام المبكرة مهما كانت، فالفريق قد يدفع ثمنها في وقت مبكر من منافسات الموسم.