في الزمن القريب الماضي كانت فرحة الخريج كفرحة المولود الذي تتباشر به الأسرة، وأصبح الخريج الآن يستقبل التعازي الحارة والصادقة فور الحصول على وثيقة التخرج!. قبل أيام تخرج قرابة 362 ألف طالب وطالبة من المرحلة الثانوية وزخرفت العناوين لذلك العدد وتباهى بعض المسؤولين به، ومن رآهم تذكر قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من هذا الجهد العظيم المتواصل على حد زعمهم – وهو جهد مشكور وتعب مأجور، ولكن هل تساءلنا عن مصير هؤلاء، أم أن نظرنا يكتفي برؤية تلك الأرقام كأقصى حد للنظر؟ ما مصير هذا العدد من الطلاب والطالبات بعد خمسة أعوام من الآن؟ هل هناك خطة استراتيجية جديدة لكل فترة زمنية محددة أم أن خطة هذه الدفعة هي الخطة التي تخرجت بها دفعة 1377ه؟ لو افترضنا جدلا أننا الآن في عام 1436ه أي بعد خمسة أعوام تقريبا ولنفترض أن الحال كما هو الآن، فكم نسبة البطالة في دفعة عام 1431ه؟ أظن الإجابة تسبب كتمة للنفس وأنصح المصابين بالربو بتحاشي توقع النتيجة. كم من تخصص اندرس عهده وانقضى وقته! والخريجون منه منذ أعوام لا يزالون في صالة الانتظار ينتظرون متى تحن لهم السياسة التعليمية ليرسم على وجوههم ملامح الأمل الذي شاخ وابيض شعره، والذي أي التخصص لا يزال يستقبل الوفود من الطلاب والطالبات محاولا إيجاد أماكن مرتبة ترتيبا تسلسليا تليق بهم في «سنوات» انتظارهم خشية أن يصيبهم بالتعب أثناء جلوسهم!. منذ متى ونحن نعمل لليوم والأمس، متى نعمل للغد؟ وبعد الغد؟ هل هناك من ينظر للغد ليستكشف الطريق الأمثل والأقرب والأصح لليوم لأجل ألا يندم من يسلك طريقا بطول آلاف الكيلومترات وحين يكاد يصل لما يريد يجد أن الطريق مغلق؟ اللوحات الإرشادية يجب أن تكون قبل المرشَد إليه زمانا ومكانا.