عروض مغرية على المواد الغذائية بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، تخفيضات تقدمها محال التموينات والمتاجر الكبيرة، تخفيضات على مختلف السلع وبأسعار منافسة جدا، وهناك تسابق من المشترين على اقتناص هذه الفرصة، لكن الذي لا ينتبه له الكثيرون أن بعض السلع التي تروج بمناسبة الشهر الكريم شارفت صلاحيتها على الانتهاء، وبعضها تنتهي صلاحيتها للاستهلاك مع مطلع رمضان. إعلانات التخفيضات لا تشير إلى هذه المعلومة المهمة، فالمنتجات المعروضة للبيع هي صالحة الآن، لكنها ليست كذلك بعد شهر من هذا التاريخ، والمستهلكون يبادرون إلى الشراء الآن بدافع الأسعار المخفضة على أن يكون الاستهلاك في الشهر المقبل، فيما ثقافة التأكد من صلاحية المنتج لم تدر في بالهم، ووسط هذه العروض تغيب الرقابة على هذه المحال التي تسابق الزمن لتصريف أكبر قدر من المنتجات الغذائية بمناسبة رمضان. الكميات الكبيرة التي يروج لها تشير إلى أن ما يجري ليس مصادفة، فهذه الكميات فاضت بها الأسواق بشكل مفاجئ، فبعض الأصناف الغذائية بات من المتفق عليه لدى الأسرة في المملكة أنها لا تستهلك إلا في شهر رمضان، وكان من النادر أن تشاهد في الأسواق، لكنها اليوم تسوق بكميات كبيرة وبأسعار مخفضة، ما يشي بأن هناك من يحاول استغلال الفرصة في تنفيذ صفقة على حساب صحة المستهلك من خلال ترويج أغذية ستفسد مع مطلع رمضان. وفي ظل ضعف الرقابة من قبل وزارة التجارة التي تفتقر إلى الأعداد الكافية من المراقبين، وقلة الإمكانيات لدى جمعية حماية المستهلك، فمن مصلحة المستهلك ممارسة الرقابة بنفسه بألا يدع نفسه فريسة لهذه المحال التجارية، وأن يتأكد من تاريخ الصلاحية قبل الشراء، والأفضل من ذلك مقاطعة هذه المحال التي تحاول الاحتيال عليه، إلى جانب الإبلاغ عنها لعل هناك من يتحرك لوضع حد لهذا الاحتيال الذي قد يطول صحة المستهلك.