بدأت الإجازة الصيفية وبدأ الناس في أخذ قسط من الراحة، وقسط من النوم قد يمتد إلى العشر الأواخر من رمضان، وبدأ التخطيط إما للسفر والسياحة والترفيه المباح عن النفس، وإما لترتيب أمور الزواج ومستلزماته. في هذا الوقت تكثر عناوين «تزويج ألف شابة وشابة في ليلة» وكعادتنا نحن العرب نفتخر بكل شيء حتى لو كان أصل ذلك الشيء لا شيء، فبمجرد أننا جمعنا كمّا من البشر في ليلة أو في مكان يعد ذلك إنجازا عربيا غير مسبوق! هل تأملنا تلك الزواجات الجماعية بعد سنتين مثلا لكان عنوان الموضوع: «طلاق ألف شاب وشابة في ليلة واحدة». سواء كان الطلاق رسميّا بورقة أو طلاقا روحيا. هناك خلل واضح وكبير في الزواج التقليدي هو أنه لم يعد صالحا قط للزواج الآن، في الماضي كان هذا الزواج هو الأصل وهو الأمثل لأن الزوجة جنتها بيتها وصراطها طاعة زوجها فمن تجاوزت الصراط نجت، وإلا فأسرع حل للمشكلة هو «أبغض الحلال عند الله»! في هذا الزمن زمن «الفردية» بمعناها الحديث، زمن الإنسان يبني نفسه بنفسه في شتى النواحي الحياتية لم تعد الطريقة التقليدية مجدية لأي مسلك في الحياة ومنها الزواج والأرقام –أرقام الطلاقات شاهدة على ذلك – طريقة «ودي أتزوج أخطبوا لي»، وينظر إليها بلمح البصر ويقول «ما أبي إلا هالبنت» ما عادت تؤتي ثمارها بل أصبحت لا تثمر إلا الحنظل، فالأسرة أصبحت تفطر على «الصراخ» وتتغدى على «فاكهة المشاكل» وتتعشى على «الهجر والجفاف القاتل» وتتسحّر في رمضان على مائدة «التصريح بالتجريح». الزواج الناجح هو الذي تكون العيون مفتوحة بقوة قبل الزواج، وبعد الزواج تكون غافلة قليلا، حتى لا يتحول إلى زواج لا يثمر إلا عن متعة حسية مؤقتة.